فيما حملت معظم القوى السياسية العراقية رئيس الحكومة نوري المالكي مسؤولية التراجع الأمني، ارتفعت الأصوات المطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ عراقية، ومن أبرز المطالبين بذلك رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، وأطراف كردية، أكد الأكاديمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، قحطان الربيعي أهمية انفتاح العراق في الوقت الحاضر على المحيط العربي لحفظ أمن المنطقة. وقال ل"الوطن": "إن بغداد مازالت توجه الاتهامات لبعض دول الجوار بوقوفها وراء دعم الجماعات المسلحة، والموقف يتطلب فتح قنوات الحوار مع الدول العربية المؤثرة في المنطقة ومنها المملكة العربية السعودية لبلورة اتفاق مشترك لمكافحة الإرهاب"، موضحا أن الساحة العراقية أصبحت مفتوحة أمام العديد من الخيارات، ومنها تشكيل حكومة وحدة برئاسة شخصية تحظى بتأييد محلي ودولي، مستبعدا في الوقت نفسه احتفاظ المالكي بولايته الثالثة؛ لأن جميع الأطراف من حلفائه وشركائه باتت على قناعة تامة بتغيير الوجوه، وإيجاد صيغة اتفاق يضمن حقوق جميع المكونات العراقية. وخلفت تداعيات الأوضاع الأمنية بعد أحداث نينوى قلقا واضحا في الأوساط الشعبية وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والبضائع الأخرى التي ترد من شمالي البلاد. وفي ظل تدهور الأوضاع الأمنية، رجح مراقبون حصول تغيير سياسي تزامنا مع توجيه ضربة عسكرية أميركية تستهدف معاقل الجماعات المسلحة، وخاصة في جبال حمرين ومنطقة الجزيرة في الأنبار. وقال المحلل السياسي عامر مجيد ل"الوطن": "إن واشنطن أدركت مؤخرا أن ضمان استقرار الأوضاع الأمنية بالعراق يتطلب القضاء على الجماعات المسلحة، بعد أن فقدت الثقة بالقوات العراقية على تنفيذ واجباتها"، ولم يستبعد مجيد فتح قنوات حوار غير مباشر بين واشنطن وإيران؛ لتشكيل حكومة إنقاذ لحين ترتيب الأوضاع السياسية ثم الانتقال نحو الاستحقاقات الأخرى. ميدانيا، هاجم مسلحون من "داعش" مصفى بيجي النفطية شمالي محافظة صلاح الدين بقذائف صاروخية. وأفاد مصدر في المصفى أن المسلحين سيطروا على بواباته الرئيسية وحرقوا خزاني وقود. وأكد المسؤول في وزارة النفط ياسر الربيعي ل"الوطن": "إن المسلحين طالبوا قوة الجيش المكلفة بحماية المصفى بتسليم أنفسهم والخروج عبر البوابات الرئيسة بعد حرقهم خزاني وقود"، مؤكدا الاستعانة بطائرات الجيش المروحية للسيطرة على الموقف. وفي ديالى، أعلن محافظها عامرالمجمعي مقتل نزلاء موقوفين في مركز شرطة الوحدة مبينا أن: "الميليشيات قتلت أمس 44 نزيلا محتجزين في مركز شرطة الوحدة"، مشيرا إلى أن جثث القتلى ظهرت عليها آثار إطلاق نار بالرأس. وكانت مصادر أمنية ذكرت أن النزلاء قتلوا نتيجة قصف المركز من قبل المسلحين.