كشف تقرير "وكالة الطاقة الدولية" أمس "الأربعاء"، أن أهداف نمو إنتاج النفط العراقي تبدو معرضة للخطر بشكل متزايد، وبحسب تقرير الوكالة فإن ذلك يبرز المخاطر المتنامية على الإمدادات في الدولة العضو في منظمة البلاد المصدرة للبترول "أوبك"، مع ارتفاع الطلب بفضل تحسن الاقتصاد العالمي، وأضاف التقرير أن "النمو العالمي في الطلب على الخام قد يبدأ في التباطؤ بحلول نهاية العقد الحالي، وهو ما يرجع لأسباب منها ارتفاع الأسعار". ويرى خبراء نفطيون أن هناك مبالغات كثيرة حول حدوث أزمة نفطية عالمية بسبب الأحداث العراقية، موضحين في حديثهم إلى"الوطن"، أن المملكة قادرة على زيادة إنتاجها النفطي في حال دعت الحاجة إلى ذلك. وحول ذلك قال المحلل النفطي والمسؤول السابق في شركة أرامكو السعودية، سداد الحسيني ل"الوطن"، إن إنتاج العراق لن ينخفض بصورة كبيرة؛ وذلك لأن معظم إنتاج العراق النفطي من الحقول الواقعة في الجنوب والقريبة من البصرة، موضحا أن إنتاج المناطق الشمالية في العراق، التي تتعرض حاليا لاضطرابات سياسية، يعدّ محدودا جدا، ويصل إنتاج تلك المناطق إلى 500 ألف برميل من حقل "كركوك" العراقي، الذي لم يتوقف حتى الآن، و100 ألف برميل يضخها إقليم "كردستان العراق". وعن إمكانية أن تزيد المملكة من إنتاجها النفطي إذا وُجد عجز في إنتاج العراق بسبب الأحداث السياسية، رد الحسيني بقوله: "من الممكن أن تزيد المملكة إنتاجها لأكثر من مليوني برميل يوميا في حال دعت الضرورة إلى ذلك"، موضحا أن إنتاج المملكة من النفط يصل إلى 9 ملايين و600 ألف برميل يوميا، "إلا أن الزيادة في الإنتاج غالبا تعود إلى طلب الأسواق العالمية". ويرى رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الاستراتيجية، الدكتور راشد أبانمي، أن تأثير أحداث العراق هامشية حتى الآن، ولا تبعث أي قلق على السوق النفطية العالمية؛ والسبب أن منطقة النزاع ليست هي المنطقة التي يوجد بها الإنتاج النفطي بكثرة، موضحا ل"الوطن" أن تأثير الأحداث السياسية كان على بعض الآبارالبسيطة في المنطقة التي تشهد النزاع، ولا يتعدى إنتاجها 500 ألف برميل يوميا ويعدّ جزءا ضئيلا من إجمالي الإنتاج العراقي، مضيفا أن مورد العراق الاقتصادي الأول والأخير أيضا يعتمد على النفط؛ لذلك من الصعب إيقاف إنتاج وتصدير النفط بشكل كامل في العراق. الدمام: هند الأحمد