الحب لا يعرف قوانين ولا يلتزم بحدود معينة لأنه أصدق ما يشعر به الإنسان في حياته، وطني هو بطل هذه القصة الغرامية وقلبي هو المأسور الذي أهديته لوطني عندما أهداني أحضانه الآمنة الدافئة المعشبة التي لم أتعرض فيها لا لخوف ولا لبرد ولا لجوع. كنت طوال عمري أشعر بالأمن والأمان ورغد العيش في الحضن الذي يؤويني وكنت محبا لذلك الحضن وأتمنى الموت دونه لأن من شيم الرجال حفظ الجميل ولأنني لم أفتح عيني إلا وأنا فيه ولم أغب عنه لأحضان أخرى ولو لثانية واحدة. وها هو اليوم يغدق علي بجزيل عطاياه التي لم يكن حبي له بحاجة إليها ولكنني كنت أنا بحاجة إليها. عندما أنار لي ظلام قريتي وخفف علي حرارة جوها. هذا الظلام والجو الحار لم يثنيان عن التشبث بها لأنني ومن قناعاتي الشخصية أرى أن ثرى قريتي جزء من ثرى وطني، فهجراني لقريتي اليوم سيسهل هجراني لوطني. وطني أعطيتني ثراك الطاهر فأعطيتك قلبي.. وأعطيتني ما شرح بالي فما الذي سأعطيك مقابله.. وطني أحببتك بلا مقابل فأعطيتني بلا مقابل.. وطني أنا أدرك بأن لك قلبا وروحا نابضين بحبي.. وطني عليك أن تطلب مني وعلي التنفيذ.. وطني عندما أمرض أتعثر في طريقي وتتضاعف آلامي.. وطني لك علي أن أخلص لك، وأن تكون الروح دونك معروضة للموت.. وطني خنقتني عبرة الحب فلم أستطع أن أكمل.. هل لك أن تعفيني وترضى بما قلت؟