شكوك كثيرة أبداها ذوو المقاتلين التابعين لحزب الله الذين بعث بهم الحزب إلى سورية للقتال إلى جانب نظامها، حيث يتم تداول أخبار على نطاق واسع بأن هناك استعدادات لإرسال بعضهم إلى العراق للقتال إلى جانب حكومة نوري المالكي، رغم تزايد عدد القتلى وسط أولئك الشبان في سورية. وأشارت معلومات إلى أن قيادة الحزب المذهبي اتخذت قرارا بالموافقة على المشاركة في حماية المقدسات الشيعية في العراق، إذا طلب منه ذلك. إلا أن الأهالي أعربوا عن تخوفهم من أن يكون ذلك ذريعة للتورط في المستنقع العراقي، على غرار ما حدث في سورية، حيث برر الحزب الطائفي تدخله بالرغبة في حماية مقام السيدة زينب، قبل أن تتضح رغبته في التورط في القتال على نطاق واسع. وكان لافتاً أمس خروج أحد النواب العراقيين المؤيدين لرئيس الوزراء نوري المالكي، على شاشة قناة المنار التابعة لحزب الله، حيث ارتدى زي المليشيات وهو يتوعد ويهدد، مما دفع كثيرا من اللبنانيين لمطالبة الحكومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتدخل لإيقاف هذا الشحن الطائفي. من جهة أخرى يعقد مجلس النواب جلسة أخرى غدا لانتخاب رئيس جديد للبلاد، حيث أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم وجود أي أفكار لديه في شأن الاستحقاق الرئاسي، ونقل عنه زواره تأكيده أنه لا ينوي طرح أي مقترحات، في ضوء التجارب التي مرّ بها سابقاً، وأنه يقف حالياً في موقع "المتلقي" وجاهز للبحث في أيّ أفكار تطرح. في غضون ذلك، بدأت أنظار اللبنانيين تتوجه صوب العاصمة الفرنسية باريس، حيث يتوقع أن تعقد لقاءات مكثفة بين بعض زعماء الكتل السياسية، ويبرز في هذا الإطار اللقاء الذي يتوقع أن يجمع بين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري. كما يتوقع أن يبادر رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون بزيارة باريس للقاء الحريري. في سياق منفصل، أثار غض الحكومة اللبنانية طرفها عن قيام حزب الله بإرسال سيارات محملة بالمقاتلين إلى سورية للقتال إلى جانب نظامها استياء واسعا وسط اللبنانيين، حيث تساءلوا عن السبب الذي يدفع حكومة الرئيس تمام سلام إلى السماح لأولئك المقاتلين بالتنقل بحرية، وفي نفس الوقت تتشدد في مراقبة الحدود وتمنع تسلل المقاتلين من وإلى لبنان. إلى ذلك، كشف مصدر أمني مطلع أن العملية الأخيرة التي قام بها الجيش اللبناني في منطقة عرسال أتت في سياق الإجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية كإجراءات وقائية تحسباً للتداعيات التي قد تصاحب التطورات الأخيرة في العراق. وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية تخشى أن تؤدي أحداث العراق إلى تنشيط خلايا نائمة موجودة داخل الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن العملية الأمنية ستستمر، بهدف فرض الأمن في هذه المنطقة ولن تقف عند حدود ما تم إنجازه، مؤكداً أنه تم توقيف خلية مكونة من 5 أشخاص يتزعمها أحد أعضاء كتائب عبدالله عزام.