أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر أن مؤسسي المركز، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أطلق مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2005 وكانت أساس تأسيس المركز، حيث إن الرؤية تتلخص في تعزيز التفاهم والتعايش بين الناس، وتقريب المسافات بين القضايا المختلف عليها، وتوحيد الصفوف بحثا عن حلول سلمية لمشكلاتهم. وفي حلقة نقاشية أقيمت أمس بعنوان "دور الحوار في بناء السلام بين أتباع الأديان والثقافات" بمعهد "ثرباتنس" الثقافي الإسباني في نيويورك، بحضور نائب وزير الشؤون الخارجية الإسباني جونزالو دي بينيتو، والممثل الدائم لإسبانيا لدى الأممالمتحدة رومان أويارزون مارشيسي، ومدير معهد ثربانتس نيويورك أجناسيو أولموس، وما يزيد على مائتي مدعو من أعضاء هيئة الأممالمتحدة والسفراء المعتمدين، وبعض القيادات الدينية في نيويورك، عرض معمر في افتتاحيتها أهداف مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ودوره في تعزيز العيش المشترك، وبناء السلام من خلال الحوار، بالإضافة إلى العمل على توجيه الناس للتحاور والتفاهم الحضاري حيال أمنهم وعيشهم المشترك. وأوضح أن الدين هو جزء من حياة الغالبية العظمى من الناس في العالم، ومن بين كل عشرة أشخاص في العالم هناك ثمانية منهم يعتنقون ديناً أو آخر، كما أن الغالبية العظمى من هؤلاء يؤمنون بأن العنف تجاه الآخرين مخالف لعقيدتهم. وقال بن معمر "إن المركز منظمة ناشئة بكونها مؤسسة دولية تنفرد بحوكمتها من قبل دول متعددة، وقيادات دينية متنوعة في مجلس إدارتها، كما أننا ننفذ اتفاقية دولية تم اقتراحها للمرة الأولى هنا بنيويورك في الأممالمتحدة خلال اجتماع عالي المستوى حضره الأمين العام في عام 2008". وأردف قائلاً "على مدى العقود الأربعة الماضية، شاهدنا ازديادا مخيفا في عدد النزاعات التي نتجت عن استغلال الدين والسياسة"، فالمتطرفون دينيا وسياسيا، اختطفوا سمعة الدين والسياسة، بتأويلاتهم المغلوطة وأساؤوا إلى تعاليم الأديان والثقافات المعتبرة، عبر أيدلوجياتهم المتطرفة لتبرير العنف المسلح، وقد شهدنا تكرار هذه المآسي، منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي، في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا وغيرها من قارات العالم. وأفاد ابن معمر أن استغلال الدين والسياسة من قبل المتطرفين واضح للعيان بشكل مؤلم، وأن الكراهية المتبادلة تسببت في مقتل مئات الآلاف من البشر عبر العالم، وأدت إلى فقد الكثيرين لمنازلهم، مؤكداً أن هذه الكراهية أسهمت في إشاعة الفقر والدمار. وأوضح ابن معمر أن مؤسسي مركز الملك عبدالله، أدركوا أن خير وسيلة لمساعدة المجتمعات الإنسانية على مقاومة فيروس الكراهية والتطرف؛ هو طرح وسيلة جديدة لمنع مجموعة ضئيلة من إلحاق أضرار هائلة بالمجتمع الإنساني ككل، وهذه الوسيلة هي الحوار.