لم تسجل وزارة الصحة خلال الخمسة أيام الماضية سوى حالتي إصابة بفيروس "كورونا" مما يعني أن تصريحات وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه في بداية هذا الشهر حول وجود انخفاض "جوهري" في أعداد الإصابات كانت دقيقة، حسب ما ذكر عدد من المتابعين والمختصين ل"الوطن"، وقالت الوزارة إنها لم تسجل أي إصابة بالفيروس أمس بينما سجلت حالة وفاة لمواطن في الرياض مما يرفع عدد الوفيات إلى 288 منذ اكتشاف الفيروس في ديسمبر من عام 2012. وقالت مصادر في وزارة الصحة إن معركتها ضد فيروس "كورونا" مستمرة حتى لو أظهرت البيانات انخفاضا في عدد الإصابات، إذ إن الخطة الوقائية مستمرة ومفعلة في جميع المستشفيات. ولم تسجل مدينتا الرياضوجدة إصابات كثيرة خلال الأيام الماضية كالمعتاد، إذ إن أبريل الماضي سجل عشرات الإصابات والوفيات في هاتين المدينتين بالتحديد. وأسهمت الطرق الوقائية والعلاجية التي نفذتها الوزارة على جميع المستشفيات والتوعية المستمرة في انحسار عدد الإصابات ب"كورونا"، وذلك بعد أن طالتها انتقادات واسعة سواء محليا أو عالميا. وعقب تعيين فقيه على رأس هرم الوزارة في أبريل الماضي، أجرى عددا من التغييرات وأصدر كثيرا من القرارات خاصة تلك التي لها علاقة بالطرق الوقائية الصحية في منشآت الوزارة، وذلك بعد أن ظهرت تقارير أعدها علماء غربيون تحدثوا عن وجود مشاكل في هذه الطرق وأن نسبة كبيرة من المصابين تلقوا العدوى داخل المستشفيات بمن فيهم الممارسون الصحيون. وأصدر فقيه عددا من قرارات الإعفاء لمسؤولين في وزارته، قبل أن يتدرج في معالجة الوضع الراهن للفيروس بالمستشفيات وكيفية تقليص حالات الإصابة المتزايدة، إضافة إلى تقديم الخدمة والرعاية للمصابين. وخلال تلك الفترة جاءت توجيهات وزارة الصحة بعزل الحالات المصابة وافتتاح قسم عزل خاص بكل مستشفى وانحسار معاملة المصابين والمنومين الحاملين للفيروس بمستشفيات معينة حسب إمكانات المنطقة، وأسهم كل ذلك في منع مخالطة المصابين وعزلهم تماما عن المرضى والمنومين بالمستشفيات مع توفير طاقم طبي متخصص لمتابعة الحالات، وعلى الرغم من عدم قدرة الوزارة على التوصل إلى لقاح لهذا الفيروس الجديد، إلا أنها استطاعت تدريجيا في القضاء على تزايد الحالات المصابة وشفاء عدد من الحالات المصابة بعد ممارسة الطرق العلاجية والطبية لها. في حين أثمرت جهود التوعية الثقافية في نشر التوعية وكيفية الوقاية من المرض خوفا من تزايده بحيث تم استخدام منابر الجمعة والخطب لنشر التوعية والحفاظ على عدم نقل العدوى بين المواطنين والمقيمين، إضافة للنشرات التوعوية والتثقيفية التي تم نشرها وتوزيعها على المواطنين بحيث تم استهداف المدارس والمستشفيات والمجمعات التجارية لإنجاح العمليات التوعوية. وبعد كل ذلك، أعلنت الوزارة قبل أيام أنها اكتشفت 113 حالة إصابة جديدة بالفيروس، وهو الأمر الذي سلط الضوء على إخفاقات بحثية وتنظيمية وهو ما ذكره عدد من العلماء الغربيين في عدد من الصحف والمجلات الطبية. وقال خبراء دوليون في علم الفيروسات إن ضعف قنوات الاتصال وغياب المحاسبة في الإدارات الحكومية وعدم التعلم من أخطاء الماضي كلها كانت عوامل معرقلة في المعركة مع الفيروس. وكان من ضمن الانتقادات غياب الشفافية في الإعلان عن الحالات المصابة، ولكنهم أكدوا أن الأمور تحسنت كثيرا منذ تعيين فقيه، الذي أصدر فيما بعد تعليماته "بضرورة تفعيل عدد من الإجراءات الصارمة لضمان تطبيقها على المعايير في مجال جمع البيانات والشفافية والإفصاح وذلك تحت رقابة وإشراف مركز القيادة والتحكم للتأكد من اتباع الإجراءات والنظم في الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة وسريعة". يذكر أن عدد المتوفين بسبب كورونا بلغ 313 في جميع أنحاء العالم.