أكد رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «مصلحة المسيحيين تكمن في قيام دولة عادلة ديموقراطية تؤمّن الحريات العامة المطلوبة»، معتبراً أن الذين «يدعون أنهم يدافعون عن حقوق المسيحيين لاسترجاعها، لا يفعلون في الواقع إلا ضرب هذا الوجود من خلال تبنيهم لمشروع لا علاقة له بالاستقرار أو بالحرية». وقال جعجع أمس في مقابلة مع موقع «لبنان الآن» الإلكتروني: «أنا لا اقتنع ولم اقتنع يوماً بأن الشيعة يهددون المسيحيين. لم يهدد حركة «أمل» أو «حزب الله» يوماً المسيحيين. المقاربة من هذا المنظار خاطئة وتسويقها معيب، ولا يجب بناء العلاقة مع الآخر على مبدأ الخوف، لذلك من الضروري الذهاب الى منطق الدولة التي عليها أن تحمينا جميعاً». وخاطب جعجع الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، قائلاً: «نحن في سفينة واحدة ولا يمكن وضع استراتيجية خاصة بلبنان بعيداً من اللبنانيين الآخرين، تعالَ الى كلمة سواء بيننا، ولننقذ لبنان معاً ولا نفكر كل على حدة»، وأضاف: «إذا أراد «حزب الله» أن يحمي الشيعة وحدهم من إسرائيل، فهو لا يستطيع ذلك. ولا مفر إلا أن نتفاهم جميعاً على استراتيجية موحدة لحماية الدولة ولبنان». واعتبر جعجع أن السوريين «لا يزالون يفضلون سياسة «البيع والشراء» مع اللبنانيين، وسورية تعرف أن هذا الأسلوب لا يمشي مع القوات، لذلك لا تتعب نفسها من دون طائلة، بل تتفرغ للعمل على أفرقاء آخرين يمكنها أن تأخذهم بوسائل مختلفة ترغيباً أو ترهيباً»، مخاطباً الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: «التعاطي مع الدولة اللبنانية رئاسة وحكومة هو الأفضل للجميع. يجب على سورية أن تعترف بلبنان الكيان عملياً». وعن قول رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أن التفاهم مع «القوات» صعب، بينما مع الرئيس المكلف سعد الحريري ممكن، أجاب جعجع: «العلاقة مع عون صعبة جداً لأسباب ترتبط بالأداء والأطباع وأنا أكثر شخص حاول التقرب منه، لكن لا يمكن لعون أن يقترب من أي كان له موقع أو وضعية سياسية لا تذوب فيه»، سائلاً: «ماذا يقصد عون حين يقول انه أقرب الى الحريري؟ هل يعني ايديولوجياً أو فكرياً؟ في الواقع، انها مصالح مشتركة مع «المستقبل» أكثر منها مع «القوات» لأنه يتنافس معها على الأرضية ذاتها». وعن العلاقة مع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، قال: «بيني وبين جنبلاط علاقة مصالح سياسية، نتفق فنلتقي، نختلف فلا نلتقي»، معلناً أن «مع الرئيس المكلّف الوضع مختلف تماماً، هناك اتفاق كامل والعلاقة ممتازة». وكرر تأكيده أن «حكومة وفاق وطني هي أفضل من حكومة أكثرية- رئاسية، لكن حكومة أكثرية- رئاسية أفضل بكل الأحوال من الفراغ»، مؤكداً أن «ليس هناك نية لإبعاد «حزب الله» و «أمل» عن الحكومة، وهم يجب أن يأخذوا المقاعد الشيعية فيها، لكن إذا ما قبلوا ماذا نفعل؟ على كل حال، اعتقد أننا تجاوزنا هذا البحث الافتراضي، فالحكومة على قاب قوسين أو أدنى من موعد ميلادها». وعن احتمال زيارته الولاياتالمتحدة، قال: «أكيد، لكن ليس في هذه المرحلة»، والسعودية؟ أجاب: «أزورها مراراً». قباني وميقاتي دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اللبنانيين إلى «التفاؤل بتشكيل الحكومة على رغم التصريحات والمواقف المتشددة التي ترافق عملية التأليف ما يؤخر ولادتها إلى أيام لمزيد من الحوار للخروج بصيغة تعطي الأمل بمستقبل زاهر». ورأى في حديث ل «المركزية» أن «التلاقي والتشاور بين القيادات اللبنانية لما في هذه اللقاءات من تذليل الكثير من العقبات والتعقيدات يشكل الحل الأمثل لاستيعاب أي موقف يؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية تحقيقاً للمصلحة الوطنية»، مناشداً القِوى اللبنانية السياسية «الترَفُّعَ عن الحسابات الضَيِّقة، والاتفاق على تشكيلة حكومية ترعى مصالح الشعب الذي ينتظر ولادة الحكومة بفارغ الصبر». ورأى الرئيس السابق للحكومة النائب نجيب ميقاتي أن «لا شيء يبرر التأخير المتمادي في تشكيل الحكومة الجديدة وفق الأصول الدستورية والأعراف الميثاقية المعتمدة، وأن لا تفسير منطقياً ومقبولاً لما يحصل ما عدا استمرار البعض في العمل لإبقاء لبنان ساحة للصراعات والتجاذبات الخارجية، وجعل القرار اللبناني أسير ظروف أخطر من قدرة اللبنانيين على التأثير على مجراها»، مكرراً الدعوة للجميع إلى «وقفة ضمير تجدد ثقة اللبنانيين بوطنهم وتعيد تحقيق التضامن الذي ينقذ لبنان من المجهول وتوقف هذا الانحدار الخطير والسريع في آن نحو الفوضى والتشرذم والضياع الذي يقودنا اليه الفراغ في السلطة التنفيذية التي تجسدها مؤسسة مجلس الوزراء». حرب وغانم وفرعون ورأى النائب روبير غانم بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير أن «الأمور لم تنضج بعد والدول الكبرى لا تعطي قبل ان تأخذ وهي تفتش عن مصالحها على حساب مصلحة لبنان وهذا شيء طبيعي، فكل الدول تفتش عن مصالحها». واعتبر أن موعد ولادة الحكومة «يحتاج الى منجّم، ولكن نأمل بأن تشكل بأسرع وقت». وقال: «أتمنى على الرئيس المكلف اذا لم يتوصل الى توافق او حكومة اتفاق وطني ان يعرض على رئيس الجمهورية تشكيلة حكومة تكون مقبولة ومن يرفض يكون هو الذي يعطل الحكومة والبلد». ورأى النائب بطرس حرب أن «لا تفسير لموقف النائب ميشال عون المتصلب إلا محاولة فرض رأيه على الرئيس المكلف وعلى رئيس الجمهورية، وابتزاز الأكثرية بموقف ومطالب لا يمكن أن تمر بنظام ديموقراطي برلماني، ولا يمكن أن تمر بظروف عادية». وأشار الى «أن الاعتذار لا يحل مشكلة إنما سيؤدي إلى المزيد من التعقيد، بمعنى أن اسلوب الرئيس المكلف في التعاطي صالح وشخصيته صالحة لترؤس الحكومة وتشكيلها، والعلة ليست فيه إنما في موقف من يريد فرض رأيه من الأقلية في عملية ابتزاز سياسية». وأضاف: «بقاء المعارضة على الموقف المتصلب الذي يمثله العماد عون مدعوماً من حلفائه في قوى 8 آذار يفرض على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الاتفاق على موقف واحد وعلى صيغة ترضيهما وتحمل مسؤولياتهما لإصدار مرسوم تشكيل الحكومة على أن يتحمل كل فريق في لبنان مسؤولية موقفه». وأكد النائب ميشال فرعون بعد لقائه زعيم «القوات اللبنانية» سمير جعجع «التفاهم والتعاون بين كل قيادات 14 آذار بشأن تشكيل الحكومة، واعتماد اسلوب التسهيل لمراعاة المصالح المسيحية والوطنية». وإذ رحب بالدعم الخارجي في ظل الأجواء الإيجابية الإقليمية، قال: «نحاول التمييز بين الخيط الداخلي والوحي الخارجي لمواقف الآخرين». «المستقبل» و«الاصلاح والتغيير» و«المردة» وأعلن القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن «مسألة الحكومة عادت الى نقطة الصفر، حتى لو تحدثنا عن التقدم وإحراز بعض الخطوات الإيجابية». وقال في حديث اذاعي: «الإفراط في التفاؤل قابله الكثير من التشاؤم، طالما ان الحكومة لم تعلن ولم تصبح جاهزة حتى أمكننا القول إن التجربة في لبنان برهنت أننا لا نزال في نقطة الصفر في مسألة تشكيل الحكومة». واوضح ان «الرئيس المكلّف سيستمر في التواصل مع النائب عون، والدليل هو الصمت عند كتلة نواب المستقبل وكل الوسائل الإعلامية التابعة للتيار وذلك لإفساح المجال لإمكانية التفاهم». وأشار الى «وجود سلة من الحلول المطروحة على العماد عون ولكن من المهم ان يقتنع بأنه ليس الطرف الوحيد الممثل للمسيحيين في لبنان. وبما ان لديه مطالب محقة له بالمقابل هناك مطالب محقة لباقي المسيحيين في 14 آذار». وأكد عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب غسان مخيبر أن «الواقع لم يعد الى نقطة الصفر»، مشيراً الى «لقاء سيعقد قريباً بين النائب عون والرئيس المكلف لتوضيح الأمور واستكمال الحوار للوصول الى تشكيل حكومة وحدة وطنية». ولفت الى أن «الحوار الذي حصل بين الرئيس المكلف والعماد عون قطع أشواطاً إيجابية، ويبقى الاتفاق على الوزارات وأسماء الوزراء». وأكَّدت عضو المكتب السياسي في «تيار المردة» فيرا يمين أن «من المهم الوصول الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بمعزل عن الأسماء». وأشارت الى ان «كل خطوة بين النائب عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية منسّقة، ولكن لكل منهما أسلوبه في التعبير». وشدَّدت في حديث إذاعي على ضرورة «الابتعاد من التكهنات ووضع الفرضيات والاحتمالات طالما أن هناك اجتماعاً قريباً بين الرئيس المكلف والنائب عون». وقالت: «المردة إلى جانب العماد عون في كل ما يطالب به، وتصريحه كان رداً واضحاً وصريحاً على كل المواقف التي جاءت لتضرب الإيجابية التي كانت تسود الأيام الأخيرة عقب الاتصالات والمشاورات».