أثارت تهنئة "الاتحاد الأوروبي" للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفوزه بمنصب رئيس الجمهورية، الشارع المصري، حيث احتوت التهنئة، المذيلة بتوقيع الممثلة العليا للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد كاثرين آشتون، على ما قال خبراء مصريون ل"الوطن"، إنه تدخل سافر في شؤون مصر الداخلية، فيما اعتبر البعض الآخر أن ذلك بمثابة انتهاء العلاقة مع جماعة "الإخوان المسلمون". ما أثار الشارع المصري في البيان، القول "إن بناء ديمقراطية قوية ودائمة لن يكون ممكناً، إلا مع إقامة مؤسسات ديمقراطية وشفافة ومسؤولة، تحمي كل المواطنين وحقوقهم الأساسية، وفي هذا الإطار، فإن الاتحاد يجدد التعبير عن "قلقه العميق" إزاء اعتقال أعضاء من المجتمع المدني والمعارضة، وكذلك من الناشطين، ويأمل في تشجيع ذهنية الحوار تمهيدا للانتخابات التشريعية المقبلة، بهدف إفساح المجال أمام المعارضة التي نبذت العنف وتبنت المبادئ الديمقراطية بالتحرك بحرية، والاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم دعمه وخصوصا لبدء الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية اللازمة". ومن هنا، أعرب عدد من الخبراء والمحللين السياسيين عن رفضهم لأي تدخل أوروبي في شؤون مصر الداخلية، مؤكدين أن البيان يمكن التعامل معه على أنه بمثابة فصل النهاية في علاقة الاتحاد ب"الإخوان"، وهي العلاقة التي يمكن وصفها ب"المنتهية"، مع انتهاء المشهد الأخير من الانتخابات الرئاسية، التي ستنتهي رسميا غدا بأداء الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا ال12. وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، السفير حاتم سيف النصر، إن "بيان الاتحاد الأوروبي خلط بين تقييم العملية الانتخابية وبين قضايا سياسية، ويجب على الاتحاد الالتزام بالخطوط التوجيهية المرتبطة بتقييم عملية متابعة الانتخابات الرئاسية، وعدم التطرق إلى ما لا يخصه، فيما يتعلق بكيفية إدارة المصريين لشؤونهم في المرحلة المقبلة، وبالتالي فلا معنى لما تضمنه البيان من عبارات، كالإعراب عن قلقه بشأن حرية التجمع والتعبير عن الرأي، وعمليات اعتقال بعض أعضاء المجتمع المدني ونشطاء المعارضة، أو دعوته السلطات المصرية للسماح للصحفيين بالعمل بحرية، وضمان حرية التظاهر السلمي من خلال تعديل قانون التظاهر". وقال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، إن "البيان متناقض، لأنه حينما شكل الاتحاد الأوروبي لجنة لمراقبة الانتخابات، جاء التقرير إيجابيا، لكن الانعكاسات في البيان الأخير تؤكد أن سياسته متقلبة، ويؤكد أن هناك تأثرا بالاتحاد من قبل تنظيم الإخوان لم يتخلص من عقدته بعد، خاصة أن الاتحاد له مركز كبير في النمسا وفرنسا، لكن موافقة دول الاتحاد على تمثيلهم في احتفالية تنصيب الرئيس السيسي غداً تبدد كل ضباب ولبس في سياسة الاتحاد، وأعتقد أن البيان هو بمثابة "العشاء الأخير" فيما يتعلق بمجاملة الاتحاد للإخوان، وبداية من الغد ستتغير مواقف الدول جميعا مثلما تغير الموقف الأميركي". وقال المحلل السياسي يسري الغرباوي إنه "لابد من النظر إلى بيان الاتحاد الأوروبي بشكل إيجابي، لأنه بمثابة اعتراف وتحول جذري في موقف الاتحاد تجاه الإخوان، وذلك مع تأكيد رفضنا لما تناوله البيان بشأن الأوضاع الداخلية في مصر". وقال عضو لجنة الخمسين التي قامت بتعديل الدستور، والقيادي السابق بالإخوان المسلمين، كمال الهلباوي، إن "التنظيم الدولي للجماعة، لم يكن يوما يأتمر بأوامر الجماعة في مصر. التنظيم له فروع على مستوى 80 دولة على مستوى العالم، ولكل دولة ظروفها وطبيعة المشكلات التي تمر بها، وطريقة تعامل الإخوان هناك مع هذه المشكلات، والتنظيم الدولي كان ينظر فقط إلى إخوان مصر باعتبارهم أصل وأساس الجماعة، ومصدر قوة لها، ولكن الآن أصبحت عبئاً عليهم بعد فشلهم في تجربة حكمهم لمصر، التي استمرت لمدة عام فقط".