تبدو الأرجنتين جاهزة في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم لتحقيق ما عجزت عنه في ربع القرن الأخير معتمدة على جوهرتها ليونيل ميسي ومدربها الرصين اليخاندرو سابيلا بغية تحقيق لقبها الثالث. لطالما كان عملاق أميركا الجنوبية مرشحا فوق العادة لخطف اللقب، لكنه سقط في النسخ السابقة تحت الضغوط في ظل الحديث عن انقسامات دائمة داخل تشكيلة المنتخب.ضمت الأرجنتين في العقدين الماضيين نجوما من العيار الثقيل فتكوا بدفاعات الأندية الأوروبية، لكنها صائمة عن اللقب العالمي منذ منحها مارادونا لقب مونديال المكسيك 1986. كانت رحلة منتخب الأرجنتين في 2014 معبدة إلى البرازيل فسجلت 35 هدفا في 16 مباراة، موجهة رسالة تحذيرية قوية إلى منافسيها، خصوصا بعد وقوعها في النهائيات ضمن مجموعة سهلة ضمت نيجيريا بطلة أفريقيا وإيران والبوسنة والهرسك المبتدئة. وبحال عدم حصول مفاجآت، يتوقع أن تواجه الإكوادور أو سويسرا في الدور الثاني، البرتغال أو بلجيكا في ربع النهائي، إسبانيا أو إيطاليا في نصف النهائي. ويملك سابيلا خط هجوم تحلم به معظم المنتخبات، إذ يضم إلى جانب ميسي، كلا من سيرخيو أجويرو وهيجواين وإيزيكييل لافيتزي وأنخل دي ماريا. واللافت أن نواة منتخب الأرجنتين أحرزت لقب كأس العالم تحت 20 سنة في 2005، على غرار ميسي، أجويرو، بابلو زاباليتا وفرناندو جاجو، ما يعزز أجواء الصداقة في الفريق، وقال ميسي بهذا الصدد "في المنتخب الوطني هناك مجموعة صلبة من الأصدقاء. بعضنا يعرف الآخر مذ كنا أطفالا". يضيف ميسي الذي سيخوض موندياله الثالث "نحن هنا للفوز. لكن يجب أن نحترس من ألمانيا، البرازيل، إسبانيا وفرنسا". ويتخوف المحللون من دفاع الأرجنتين، فمركز حراسة المرمى يثير الشكوك لكن سابيلا منح ثقته لسيرخيو روميرو الذي أمضى معظم الموسم على مقاعد البدلاء مع موناكو الفرنسي. وفي الخط الخلفي نقاط ضعف على غرار فيديريكو فرنانديز، إيزيكييل جاراي، كما أن الظهيرين زاباليتا وماركوس روخو لا يجلبان الاطمئنان. أليخاندرو سابيلا عندما رست بورصة أسماء المدربين على أليخاندرو سابيلا بعد خيبة سيرخيو باتيستا في كوبا أميركا 2011، تخلى الأول عن تدريب الجزيرة الإماراتي، لكن لم يقتنع كثيرون بأنه الرجل المناسب لهذا المنصب. بعدها بثلاث سنوات، بدا أن تعيين سابيلا كان ضربة بالغة الذكاء من مسؤولي الاتحاد الأرجنتيني. تحت إشراف "أل ماجو" وهو لقبه عندما كان لاعبا، تطورت الأرجنتين إلى فريق رائع فرض ثقله مجددا على الساحة. لم يخف سابيلا نيته في بناء فريق على قياس ميسي "يجب أن نريحه ونفكر في ما هو الأفضل للفريق. والأفضل للفريق أولا وأخيرا هو أن نريحه". جاءت النتائج بسرعة فألهب ميسي حماسة الجماهير بعدما وضعه سابيلا وراء أجويرو وهيجواين. ليونيل ميسي يريد ميسي تسديد دين قديم: بعد فوزه تقريبا بكل شيء مع برشلونة، يهدف إلى منح بلاده اللقب الأغلى في العالم بعد غياب طويل، ورد تهمة تألقه مع النادي الكاتالوني ولعب دور الكومبارس مع بلاده. في كأس العالم، خسر ميسي مرتين في ربع النهائي أمام ألمانيا ولم يسجل سوى هدف واحد في مرمى صربيا ومونتنيجرو في الدور الأول، وفي 2010 تحت إشراف مارادونا لعب دور الممرر وصانع الأهداف. يقول ميسي إن هدفه الأساسي هذا الموسم هو كأس العالم، ما أثار حفيظة مشجعي برشلونة الذين اعتبروا بعد موسمه السيئ أنه يخبىء ما يملكه حتى فضل الصيف.