قبل 10 أيام على انطلاق مونديال البرازيل لكرة القدم، مايزال عدد من الملاعب ال12 التي تستضيف المباريات يفتقد مقاعد على المدرجات. ويبرز إلى جانب تأخر إنجاز التجهيزات اللوجستية تصاعد المخاوف الأمنية على خلفية الاحتجاجات المطلبية. وكانت سلسلة من التحركات النقابية شلت حركة النقل في مدن كبرى، مثل ساو باولو، إذ ترك سائقو الباصات حافلاتهم في منتصف الطرق معطلين المرور. وتطورت الاحتجاجات إلى اشتباكات مع الشرطة، مما أثار قلقا من انعكاسها سلبا على سلامة المباريات. وشملت الاحتجاجات اعتصامات لمجموعات من الهنود، الذين أطلقوا السهام على الشرطة في برازيليا، مطالبين بترسيم أراض تعود لأجدادهم. غير أن هذه المخاوف لم تطغ على الأجواء الاحتفالية المتصاعدة مع اقتراب موعد المونديال، وهو ما جعل شعار "لن تكون هناك كأس"، الذي أطلقه معارضو تنظيم البطولة العالمية، يتراجع شيئا فشيئا لمصلحة سؤال يتكرر بوتيرة متزايدة أخيرا: "لمن ستؤول الكأس؟". وتؤمن وسائل الإعلام البرازيلية تغطية مكثفة لتدريبات المنتخب البرازيلي، في بلد يفاخر بفوزه بكأس العالم 5 مرات، وذكرت تقارير أن جيشا مؤلفا من 1600 صحفي يتابعون كل شاردة وواردة عن بطل العالم 5 مرات. وشهد ملعب نادي كورنثيانز في ساو باولو، الذي سيستضيف حفل الافتتاح والمباراة الأولى بين البرازيل وكرواتيا تجارب ثانية أقيمت على عجل أمس، غير أن الموقع مازال قيد الإنجاز. ومايزال تجهيز المدرجات ب20 ألف مقعد موقت معلقا في انتظار التأكد من مطابقته معايير السلامة اللازمة، بعدما أدت وفاة أحد عمال البناء إلى تأخير العملية، في واحدة من 8 حوادث وفاة خلال إنجاز الملاعب أخيرا. كما أن المدرجات في كوريتيبا، وكويابا، وناتال، وبورتو أليجري، مازالت غير مكتملة بنسب متفاوتة، علما أن الموعد المحدد لإنجازها كان في 31 ديسمبر الماضي. ومع التأخير في الاستعدادات وتجاوز تكاليفها المقررة، وضع المنظمون جانبا معظم المشاريع الأخرى التي كانت مقررة، من التحسينات في أحوال الطرقات العامة إلى شبكات المترو والقطارات. وتبرز تحديات أخرى أمام البلد المنظم، مثل ضعف شبكة الاتصالات والإنترنت في عدد من المناطق. ومن أبرز المشاريع المتأخرة تلك المتعلقة بإعادة تأهيل المطارات التي يشهد معظمها اكتظاظا وحالة من الإهمال، على رغم أن روسيف أكدت جاهزيتها لمواكبة الحدث العالمي. وكانت سقوف المراحيض في مطار مانوس شمال البرازيل انهارت جزئيا في مايو الماضي؛ بسبب الأمطار الغزيرة. وقد توالت التظاهرات المناهضة لاستضافة المونديال منذ عام، وتخللتها أعمال عنف. وعلى رغم تراجع وتيرة الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، إلا أن المخاوف مازالت قائمة من احتمال تصاعدها مجددا خلال المونديال.