أكد القائم بأعمال السفارة السعودية في اليمن، الدكتور هزاع بن زبن المطيري، أن السفارة تتابع حادثة مقتل المواطن محمد جروان الغامدي، الذي قتل في اليمن السبت الماضي بالخطأ، بجوار إحدى النقاط الأمنية التي شهدت تبادل إطلاق النار بين أفراد النقطة، وعناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة في العاصمة صنعاء، مشيرا في تصريح إلى"الوطن" أمس، إلى أن الحادثة تحظى بمتابعة وزارة الخارجية، لافتا إلى أن السفارة تسلمت سيارة القتيل، وتتابع القضية أولا بأول مع الجهات المختصة. وحول وصف الجهات الأمنية اليمنية للمواطن القتيل بانتمائه للإرهابيين الذين حدثت المواجهة معهم، نفى القائم بأعمال السفارة ذلك، مؤكدا أن وزير الداخلية اليمني اعتذر شخصيا لعائلة القتيل بسبب ذلك، مشيرا إلى أن القبيلة التي استضافت الغامدي رفعت خطابا لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لمتابعة القضية. إلى ذلك، خيم الحزن على ذوي القتيل بقرية العطف بمحافظة بيشة، إذ أوضح خالد حبيب الغامدي أحد أقارب القتيل أن العائلة تلقت ظهر الأحد الماضي اتصالا من اليمن يخبرهم بوفاة محمد برفقة أحد أصدقائه اليمنيين، إلا أنهم لم يستوعبوا ذلك، وتواصلوا مع السفارة التي أكدت أنه لم يصلها شيء حول ذلك. وأضاف "بعد ذلك أجرينا اتصالا بالشخص الذي أخبرنا، فأكد صحة كلامه ووجود الضحايا في المستشفى العسكري، الأمر الذي دفعنا إلى التواصل مع السفارة مرة أخرى وإبلاغهم، وبعد مضي وقت قصير أكدوا صحة الخبر"، لافتا إلى أن والد القتيل التقى أمير منطقة عسير الاثنين الماضي ووعده بمتابعة الموضوع. وقال الغامدي إن وفاة محمد كان يلفها الغموض، خاصة بعد إعلان الجهات الأمنية اليمنية عن مقتل 3 إرهابيين عند إحدى النقاط الأمنية هناك من ضمنهم "محمد"، مما أثار غضب عائلته، ولكن الحقيقة ظهرت خلاف ذلك، مبينا أن القتيل سافر إلى اليمن بقصد التنزه قبل مقتله بثلاثة أيام برفقة صديقه اليمني. ووصف الغامدي تفاصيل مقتل قريبه قائلا: "أثناء عودته إلى المملكة مساء السبت الماضي برفقة صديقة واثنين آخرين، تم إيقافهم من قبل إحدى النقاط الأمنية والسماح لهم بعد التأكد من إثباتاتهم، ومضوا في طريقهم، وأثناء ذلك وجدوا نقطة أمنية أخرى، وعندما تم إيقافهم بها هاجم مجهولون النقطة، وقامو بإطلاق النار على أفرادها، مما دفع محمدا وزملاءه إلى العودة للنقطة السابقة لحمايتهم، إلا أنهم قبل أن يقتربوا منها بادر أفرادها بإطلاق النار عليهم من نوع "رشاش عيار 50" ظنا منهم أنهم إرهابيون، وتوفي في حينها محمد على الفور هو وزميله القادم معه من المملكة، وتوفي زميلهم الثالث فيما أصيب الرابع". يذكر أن القتيل يبلغ من العمر 35 عاما، ويعمل في قطاع التعليم بمنطقة عسير، ولديه 3 أبناء وبنت أكبرهم "زياد" يدرس في المرحلة الابتدائية.