في الوقت الذي تجتهد فيه مديريات الشؤون الصحية بكافة مناطق المملكة، في التنبيه على أهمية عزل المرضى المصابين ب"كورونا" والتحفظ عليهم احترازا من انتشار الفيروس، أخلت صحة نجران سبيل أحد المصابين ب"الفيروس". وقال الناطق الإعلامي محسن الربيعان إن المريض الستيني غادر بناء على طلبه وتحت مسؤوليته، بعد أن شهدت حالته تحسنا ملحوظا. أثارت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة نجران حالة من الجدل في أوساط المجتمع والمتابعين لمستجدات فيروس "كورونا"، وذلك عندما سمحت لأحد المصابين بالفيروس بمغادرة أسوار مستشفى الملك خالد رغم إيجابية التحاليل وتأكيد إصابته. "الوطن" خاطبت مدير الشؤون الصحية بالمنطقة الصيدلي صالح المؤنس منذ أكثر من أسبوع حول كيفية السماح لحامل الفيروس بمغادرة المستشفى رغم إيجابية التحاليل التي أجريت له دون عزله لحين قضاء فترة علاجه اللازمة، وما إن كان هناك نظام يخول الجهات الصحية والأمنية بإجبار المريض المصاب على العزل في المستشفى لمكافحة انتشار الفيروس، ولكن دون رد. وحصلت الصحيفة على الرد المطلوب منذ أيام عن طريق الناطق الإعلامي لوزارة الصحة بمنطقة نجران محسن الربيعان في رسالة كان مضمونها: أن المريض الذي يبلغ من العمر 65 سنة كان في حالة مستقرة وغادر بناء على طلبه، بحجة أن لديه موعدا في مدينة الملك فهد الطبية. وسألت "الوطن" المتحدث باسم صحة المنطقة حول سلامة الإجراء والسماح للمريض بمغادرة المستشفى، خاصة أن وزارة الصحة تكافح الفيروس بشتى الوسائل، فاكتفى بالقول إن "استقرار حالة المريض هي ما استدعى مغادرته بناء على مسؤوليته". من جهة أخرى، كشف التقصي المبدئي الذي أجراه فرع وزارة الزراعة بمنطقة حائل أمس، حول أسباب نفوق 23 رأسا من الجمال، أن الأسباب تعود إلى تسممها بالعلف الذي تناولته يوم نفوقها. ودحض إعلان الفرع عن السبب، التكهنات التي راجت بأن أسباب النفوق قد تكون إصابة الجمال بفيروس "كورونا". وصرح مدير الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة حائل المهندس سلمان الصوينع ل"الوطن"، أنه تم تشكيل فريق بيطري، وأن غرفة العمليات بالإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة حائل استلمت في تمام الساعة العاشرة من صباح أمس بلاغا عن نفوق 23 من إبل أحد المواطنين، وتم على الفور مباشرة حالات النفوق والحالات المرضية والوقوف على الأسباب المؤدية للنفوق وسحب العينات اللازمة وتحليلها في المختبرات البيطرية بالزراعة، كما تم أخذ عينات من الأعلاف التي تتغذى عليها. وأضاف المهندس الصوينع أن النتائج أظهرت أن النفوق كان بسبب تسمم غذائي جراء الأعلاف التي يستخدمها صاحب الإبل، مبينا أنه تم توجيه صاحب الإبل للطرق السليمة، كما أعطي الإرشادات البيطرية الصحيحة والعلاج لأي حالات تظهر تفاديا للنفوق. وعلاوة على المملكة، سجلت حالات إصابة في الأردن ومصر ولبنان والامارات والولايات المتحدة وهولندا، إلا أن غالبية المصابين سافروا إلى المملكة أو عملوا فيها. وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي بعد اجتماع طارىء حول كورونا أن لا ضرورة لإعلان حالة "طوارئ صحية عامة شاملة"، في غياب أدلة حول انتقال الفيروس بين البشر. واكدت المنظمة ان لجنة الطوارئ التي عقدت اجتماعها الرابع حول هذا المرض، اعتبرت "أن خطورة الوضع ارتفعت قياسا على تأثيرها على الصحة العامة". ولفتت اللجنة إلى الارتفاع الكبير لعدد الحالات وضعف التدابير الوقائية والسيطرة على انتقال العدوى. وليس هناك حاليا أي لقاح ضد هذا الفيروس، ولكن وزارة الصحة طلبت تعاون خمس شركات لإنتاج الأدوية لإيجاد لقاح ضده. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل 9 حالات مصابة بالفيروس خلال الساعات الماضية، فيما تماثل للشفاء حالة واحدة وبلغ إجمالي الوفيات 5 حالات. وبذلك يرتفع إجمالي المصابين إلى 529 من بينهم 168 متوفى. وسجلت حالتين في الرياض، أما في جدة فسجلت الوزارة إصابة 3 أشخاص، ومثلها في المدينةالمنورة، فيما كان نصيب العاصمة المقدسة إصابة واحدة. وقالت الوزارة إن الوفيات الخمس التي سجلتها أمس حدثت في جدة بمجموع 3 وفيات ووفاة في الرياض ومثلها في المدينةالمنورة. "الثروة الحيوانية": لا علاقة ل"الإبل" بالفيروس الرياض: فريح الرمالي طالبت جمعية تعاونية متخصصة بتربية المواشي وزارتي الصحة والزراعة بالتوقف عن ربط الإبل بفيروس "كورونا"، وذلك حتى تنتهي اللجان المشكلة من إعداد التقارير اللازمة والواقعية والحقيقية، حول علاقة الجمال بالفيروس. ودعت الجمعية أيضا الوزارتين لإثبات أن هناك مخالطين للإبل اكتسبوا المرض وتوفوا بسبب ذلك، بالإضافة إلى إثبات نفوق إبل معينة بسبب الفيروس. وأكد رئيس الجمعية التعاونية للثروة الحيوانية بمنطقة الرياض الدكتور صالح الشريدة في بيان أمس، أن الإبل ثروة اقتصادية عظيمة، ورافد للأمن الغذائي، ومصدر مهم لسد الاحتياجات من البروتين، ولها مكانة مرموقة عند السعوديين. وقالت الجمعية إنها اطلعت على ما صدر من وزارتي الصحة والزراعة حيال الاتهامات الموجهة للإبل وإنه لا توجد دراسات بحثية علمية ومختبرية تؤكد أن الإبل هي سبب انتشار الفيروس، مشيرة إلى أن هذه الاتهامات مجرد اجتهادات وتخمينات وآراء. ودعت الجمعية الوزارتين ومراكز البحوث العلمية لكليات الطب البيطري بجامعة الملك فيصل لسرعة تشكيل فريق عاجل من الباحثين في مجال الفيروسات، لإثبات ما يقطع مجال الشك حول تورط الإبل في نقل الفيروس.