أعلنت السلطات السورية السبت أن الجيش السوري سيطر على بلدتي راس المعرة وفليطة في منطقة القلمون شمال العاصمة السورية والمتاخمة للحدود اللبنانية. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت اليوم الأمن والاستقرار إلى بلدتي رأس المعرة و فليطة في القلمون بريف دمشق". وقال مصدر عسكري للوكالة إنه "تم القضاء على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وتدمير أسلحتها وأدوات إجرامها في رأسي المعرة وفليطة". وقال مصدر عسكري ل"فرانس برس" إن سيطرة الجيش على البلدتين "ذلك جاء استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الارهابيين وتدفق السلاح اليهم"، مؤكدا ان "اي انجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضيق الحدود بنسبة اعلى واقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الاليات". وتزامناً أعلنت الوكالة الوطنية اللبنانية، ان الطيران الحربي السوري شن غارة على منطقة العجرم في جرود عرسال في شمال شرق لبنان. وأضافت الوكالة انه تشهد المنطقة الشمالية حركة نزوح كثيفة من بلدتي فليطة ورأس المعرة في جبل القلمون السورية، بعد سقوط هاتين البلدتين بقبضة الجيش السوري، وبذلك يكون الجيش السوري سيطر على غالبية المعابر التي تصل منطقة القلمون بجرود بلدة عرسال اللبنانية. ووصل عدد النازحين الى بلدة عرسال حتى ظهر اليوم حوالى 700 نازح سوري معظمهم من العائلات. كما قام الجيش اللبناني الذي انتشر في جرود عرسال بالتدقيق في الهويات وضبط الحدود ومنع المسلحين من الدخول الى لبنان عبر جرود عرسال. ولكن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن اكتفى بالحديث "عن تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة بدون ان يكون هناك سيطرة كاملة عليها". ويسعى النظام السوري الى تأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل واغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق امداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان. كما يقول "حزب الله" ان السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الاشهر الماضية، تم تفخيخها في يبرود وادخلت الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية. وتعد رأس المعرة وفليطة الى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، اخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد ان تمكنت القوات النظامية خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود. وشهدت بلدة فليطة الخميس قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر احمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين، بحسب ما افاد المرصد وناشطون.