"لقد بلغت.. اللهم فاشهد"، بهذه العبارة ختم أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز خطابه الذي وجهه لوزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم مؤخراً، الذي تضمّن دعوته لزيارة المنطقة والوقوف على الأضرار التي تسببت فيها سوسة النخيل الحمراء، بعد أن ضربت أكثر من 450 مزرعة في القصيم. وعلمت "الوطن" بأن جمعية منتجي التمور كانت قد وجهت مؤخراً خطاباً لوزير الزراعة لدعوته للمشاركة في ورشة عمل ستقام في نهاية أبريل، يشارك فيها مسؤولون من وزارة الزراعة ومزارعي النخيل للخروج بتوصيات للقضاء على انتشار سوسة النخيل، إلا أن الوزير لم يفد الجمعية بأي رد سواء كان بالموافقة أو بقبول الدعوة، مما تسبب في إلغاء ورشة العمل. ويترقب مزارعو النخيل الزيارة المنتظرة لوزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، والمقررة أن تكون في 12/ 7/ 1435، وبينت مصادر ل"الوطن" أن موضوع انتشار سوسة النخيل الحمراء بمزارع المنطقة، سيتصدر المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال لقاء أمير منطقة القصيم بوزير الزراعة. وينتظر مزارعو النخيل بالقصيم أن يلتقوا وزير الزراعة، لإيضاح الضرر الذي لحق بمزارعهم، والوقوف ميدانياً على نماذج من المزارع المتضررة من "السوسة الحمراء" والتي تجاوز عددها 450 مزرعة، ويرصد بنفسه حجم الضرر الذي خلفته في المزارع، لإيجاد الحلول الجذرية التي تحد من انتشار "السوسة الحمراء"، بعد أن لجأ المزارعون إلى عدة حلول، باتت ليست بالمجدية لمكافحة سرعة انتشار السوسة التي تزداد بشكل مطرد، في حين لا تزال جهود "الزراعة" ضعيفة أمام ازدياد أعداد مزارع النخيل المصابة. وأكد عضو مجلس إدارة جمعية منتجي التمور التعاونية بالقصيم عبدالله العياف في تصريح إلى "الوطن"، بأن أمير منطقة القصيم بالفعل خاطب وزير الزراعة، بسبب عدم معالجة وضع سوسة النخيل بالمنطقة، بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة، وأصبحت مزعجة ومقلقة للجمعية ومزارعي النخيل بالمنطقة، وقال: "زيارة الوزير بدون حل، المطلوب استعجال حل للوضع، قبل أن يتفاقم أكثر فأكثر، لأن هذا هو المهم في ذلك". وبيّن العياف بأنه سبق وأن حضر وكلاء للوزارة ولكن كانت النتيجة ضعيفة إلى أبعد الحلول. وأشار العياف إلى أنه كان من المفترض حل مشكلة انتشار سوسة النخيل في البداية، عندما كانت الإصابة لا تتجاوز ثلاث مزارع، أما الآن فالمشكلة تفاقمت وأصبح عدد المزارع المصابة أكثر من 400 مزرعة، مؤكداً بأن القصيم يوجد بها أكثر من 6 ملايين نخلة والمنطقة تولي النخلة والتمور اهتماماً اقتصاديا، معدا أن دخل القصيم من مزارع النخيل لا يقل عن ثلاثة مليارات، وهو دخل رئيسي اقتصادي للمنطقة بعد توقف القمح، وجزء من المواطنين يعتمدون عليه بشكل مباشر. وكانت "الوطن" قد نشرت عدة تقارير ترصد انتشار سوسة النخيل، كان آخرها تقريراً في مارس الماضي، كشفت فيه مضي ثلاث سنوات، على الوعد الذي أطلقه وزير الزراعة لمزارعي النخيل، بإرسال فرامة للقضاء على النخيل المصابة بالسوسة الحمراء، والتي انتشرت بشكل مطرد وغير مسبوق بين مزارع المنطقة.