قلل الكاتب المصري الروائي مكاوي سعيد، من تأثير أدب الروائي الكولومبي الراحل أخيرا "جابرييل غارسيا ماركيز" في الرواية العربية، منتقدا الكُتاب العرب الذين قلدوه، مشيرا إلى أن ماركيز لم يأت بجديد، فما يسمى ب"الواقعية السحرية"، فهو اتجاه كتابي يزخر به التراث العربي، على حد قوله. وقال مكاوي صاحب "تغريدة البجعة"، روايته التي كانت ضمن الروايات الست "القائمة القصيرة" المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2008، في حديث إلى "الوطن": حجم تأثير ماركيز في الرواية العربية ليس كبيرا كالأدب الروسي، ولكن هذه المرثية الكبيرة التي تلاحقت بوفاته، تعود إلى كارزميته الضخمة؛ ولأن رواياته التي أطلق على بعضها الواقعية السحرية، فتنت الكُتاب العرب وحاولو تقليدها، بينما هي موجودة أساسا في تراثنا العربي، في ألف ليلة وليلة، والأغاني، وكتابات الجاحظ، والسير الشعبية العربية كسيف بن ذي اليزن، وعلي الزيبق، والسيرة الهلالية، وحي بن يقظان، وكثير غيرها، ولكن للأسف زامر الحي لا يطرب، فأغلبنا يعرف أن رواية "الكيميائي"، التي اشتهر بسببها البرازيلي باولو كويللو، هي في الأصل قصة من قصص ألف ليلة وليلة، وللعلم القصة الأصلية أجمل وأكثر سحرا. وأضاف مكاوي: أعتقد أن شهرة ماركيز لدينا في العالم العربي ارتبطت بحصوله على نوبل، فروايته الأشهر "مئة عام من العزلة" التي يتشدق كثيرون بأنهم قرؤوها وألهمتهم صدرت عام 1967 وترجمت بعد حصوله على "نوبل"، وبدأ الحديث عنها عام 1984، وقد قرأتها بالإنجليزية، وأعتقد أن ترجمات صالح علماني وسليمان العطار، أضافت إلى النص لجودة ترجماتهما، وكنت أتمنى أن أعرف الإسبانية لأقرأه بها، لكنني للأسف لم أتعلمها. وكان مكاوي قد أصدر أخيرا المجموعة القصصية "البهجة تحزم حقائبها"، التي تكرس لقدرة الفن القصصي على اكتساب روح متجددة تصل لأجيال قادمة عبر رصد هامس لمواقف وحالات إنسانية، بعيدا عن السائد في الكتابة بمصر منذ الاحتجاجات الشعبية، التي أنهت حكم حسني مبارك، و يقول مكاوي عنها في حديثه إلى "الوطن": رؤيتي عن الثورة أو ما يسميها البعض الاحتجاجات ضد نظام مبارك، وثقتها بالحكايات والمواقف والرؤية الشخصية لهذه الأحداث في كتابي السابق "كراسة التحرير".. وبعض قصص المجموعة بحكم أنها كلها تمت كتابتها عقب هذه الأحداث حتى وقت قريب، بعضها قصص تتناول الوجود الإنساني بداخل هذا الحدث، وارتباك اللحظة ومجهولية المصائر، إنما معظم قصص المجموعة تتناول الجوانب الإنسانية والحياتية والاجتماعية، من خلال عين طفل في أول الأمر، وها هو قد شاب الآن، وبدأ يستعيد تلك الأوقات، واكتشف أن بهجة تلك الأيام على وشك المغادرة