بشكل لافت للانتباه، تلقف الثنائي الدولي "واشنطن باريس"، نبأ عودة ملف الغازات السامة، أو "كيماوي الأسد"، بعد قصف نظام دمشق البارحة الأولى، إحدى قرى ريف إدلب "تلمنس"، بعد أقل من 12 ساعة من انتشار النبأ على وسائل الإعلام العالمية، وسبق ذلك بأيام إمطار طائرات الأسد، بلدة كفر زيتا، بالبراميل المتفجرة، التي كانت تحوي غازات سامة. وعلى عكس المرات السابقة، تلقفت واشنطن وباريس، الخبر بشكل لافت، وأكثر من ذلك، حين خرج المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جاي كارني للقول، إن لدى بلاده "مؤشرات"، على أن مادة كيماوية صناعية "سامة"، قد استخدمت هذا الشهر في سورية في بلدة يسيطر عليها مسلحو المعارضة، مؤكدا في ذات الوقت أن واشنطن تعمل مع شركائها لتبيان الوقائع على الأرض. وليس مصادفة، حين قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولاياتالمتحدة لديها دلائل على استخدام مادة كيماوية سامة، قد تكون "الكلور" في سورية هذا الشهر، وإنها تتحرى ما إذا كانت الحكومة السورية هي المسؤولة. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الوزارة "لدينا دلائل على استخدام مادة كيماوية صناعية سامة" في بلدة كفر زيتا في إشارة إلى منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. ومن باريس، وخلال لقاء إذاعي، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن بلاده تملك "بعض المعلومات" التي تفيد باستخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، لكن من دون أن تملك "أدلة" على هذا الأمر. ويلفت الانتباه هذه المرة، تلقف القوتين الدوليتين "واشنطن، وباريس"، وهو ما يربطه مراقبون سياسيون، بتطور الخلاف بين تلك القوى، وموسكو، التي تصعد من أزمتها السياسية معها، بشأن الملف الأوكراني. وفي شأن غير ذي صلة، وعلى الرغم من استنكار المجتمع الدولي لتقدم رأس النظام السوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، حددت دمشق الثالث من يونيو المقبل موعدا "لإعادة انتخابه"، في خطوة أثارت قوى إقليمية كبرى، وأثارت في ذات الوقت الأممالمتحدة، التي قال أمينها العام البارحة الأولى بمشاطرة المبعوث الدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي، وب"تحذير مبطن"، إن "إجراء الانتخابات في الظروف الحالية، ووسط الصراع الدائر، والنزوح الواسع، سيضر العملية السياسية، ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي". في هذه الأثناء، لم يُخفِ سفير الائتلاف الوطني السوري لدى دول مجلس التعاون الخليجي، أديب الشيشكلي، خلال حديث مع "الوطن" أمس، طلب وفد الائتلاف الذي زار المملكة أمس، تقديم العون العسكري، عبر الضغط لمن سماهم ب"فريق عمل دولي خاص"، يُعنى بمتابعة الملف السوري والأزمة المتصاعدة هناك، في وقت لم يتوان عن القول "هناك رفض أميركي لمنحنا سلاحا نوعيا". وقال في هذا الصدد "طلبنا من الرياض التي تعدّ عمودنا الفقري تقديم العون العسكري من حيث تقديم سلاح "نوعي، وتقليدي" عبر فريق العمل الدولي الخاص المعني بالأزمة السورية. نحن نعلم أن المملكة تمارس ضغوطا لتحريك هذا الملف على من يملك زمام الأمر في قضية تسليحنا. لكننا في نهاية الأمر طلبنا ذلك من السعودية، لأنها تؤكد على الدوام حرصها في حصول الشعب السوري على حقه المشروع من خلال ثورته العادلة في وجه نظام لا يعرف غير لغة الحديد والنار "والبراميل" طريقة للتعامل مع الشعب السوري". ومضى الشيشكلي بالقول "كانت المملكة وبشكل دائم تؤكد حرصها على نيل الشعب السوري لحقه. لم يتوقف يوما الدعم السعودي لا سياسيا، ولا لوجستيا، ولا إغاثيا. وبالمناسبة، هذه المرة الأولى التي تزور فيها الحكومة السورية الموقتة المملكة، إذ طلبت دعما للمناطق المحررة من الناحية الإغاثية، والصحية، والتعليمية". وكان وفد الائتلاف الوطني السوري أمس، قد التقى في جدة، ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الذين وطبقاً للشيشكلي أكدوا وقوف المملكة في مساندة الشعب السوري".