منذ بداية العام الجاري تراجعت أسعار الغذاء عالميا؛ ولم ترتفع إلى مستوياتها القياسية كما كانت عليه في عامي 2007 و2008. ومع ذلك ارتفعت أسعاره محليا بصورة كبيرة في الأشهر الأخيرة؛ وهو ما تسبب في رفع معدل التضخم على أساس سنوي إلى 6% في يوليو الماضي ليصل إلى أعلى مستوياته في 16 شهرا. وأظهرت بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات التي نشرتها يوم الأحد أن مؤشر الرقم القياسي لتكلفة المعيشة (المؤشر الرئيس لقياس التضخم) سجل في شهر يوليو ارتفاعا إلى 6% نتيجة لارتفاع أسعار الأغذية والمشروبات بنسبة 7% في الوقت الذي تباطأ فيه ارتفاع أسعار الإيجارات. ويتكون المؤشر من ثمان مجموعات فرعية شهدت سبع منها ارتفاعا وعلى رأسها مجموعة الأطعمة والمشروبات ومجموعة السلع والخدمات الشخصية والتي تتضمن أسعار المجوهرات والحلي الشخصية التي شهدت كذلك ارتفاعا. وارتفعت أسعار الإيجارات على أساس سنوي في يوليو بنسبة 8.9%؛ وهو ارتفاع أقل من ارتفاعها في شهر يونيو الماضي عندما سجلت ارتفاعا نسبته 9.2%. وكانت مجموعة الأقمشة والملابس هي المجموعة الوحيدة التي سجلت انخفاضا وإن كان طفيفا بنسبة أقل من 1%. وأجمع الخبراء على أن أسعار ارتفاع الأغذية والأطعمة في المملكة أصبحت مقلقة خاصة بعدما أعلنت روسيا عن إيقاف صادراتها من الحبوب هذا العام نظرا للحرائق في غاباتها وهو ما رفع أسعار القمح عالميا إلى أعلى مستوياتها منذ أعوام. ومن المتوقع أن يرتفع التضخم لشهر أغسطس، والذي لم تصدر بياناته نظرا لتزامنه مع شهر رمضان الذي شهد ارتفاعات عالية في أسعار الأغذية. ورفع البنك السعودي الفرنسي في تقرير له صدر هذا الأسبوع توقعاته لمعدلات التضخم في السعودية بنهاية العام الجاري 4.7% إلى 5.3% بعد استمرار أسعار الأطعمة في الارتفاع رغم انخفاضها عالميا. وأشار البنك إلى أنه وعلى الرغم من انخفاض أسعار المواد الغذائية عالميا خلال النصف الأول من 2010 إلا أنها شهدت ارتفاعا في السعودية بنسبة 2.5%. وتوقع التقرير أن تواصل أسعار المواد الغذائية الارتفاع خلال رمضان وحتى نهاية العام الجاري. وشهدت جميع أسعار الأغذية ارتفاعات غير مبررة في السوق السعودية باستثناء الأرز الذي لم يشهد ارتفاعات نظرا لأن مخزونه لدى التجار كان عاليا جدا منذ العام الماضي؛ وهو ما دفع منظمة الأغذية العالمية "الفاو" إلى توقع تراجع واردات المملكة منه من 900 ألف طن في العام الماضي إلى 840 ألف طن هذا العام. وأكد التقرير أن ارتفاع استهلاك الغذاء عموما ضغط على أسعار اللحوم والدجاج والأرز والخضراوات والفاكهة. وأوضح التقرير أن التضخم في يوليو وأغسطس سيسجل ارتفاعات لأنهما سيتزامنان مع دخول شهر رمضان. ولذلك لن يهبط التضخم قبل سبتمبر وهو ما يعني أن معدل التضخم سيظل مرتفعا طيلة العام.