أقر رئيس حزب القوات اللبنانية، المرشح الرئاسي الدكتور سمير جعجع، بأن عهد الوصاية التي مورست على لبنان لسنوات طوال، انتقلت من عهدة دمشق إلى عهدة طهران، بعد أن أسهم النظام السوري في تحويل البلاد إلى دولة "صورية". وأشار جعجع في حوار مع "الوطن"، إلى "انحسار" القاعدة الشعبية للتيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون، جراء تحالفه مع حزب الله المتورط في الحرب السورية. وعن سياسات المملكة إزاء لبنان، قال جعجع "لم تتدخل الرياض يوما في الشأن اللبناني الداخلي، بل احتضنت اللبنانيين وساعدتهم بمختلف أطيافهم"، مضيفا "الدولة العربية الوحيدة التي تقف في مواجهة مشاكل المنطقة اليوم هي المملكة". وفيما وصف الأسد والمالكي في العراق بالأدوات الإيرانية، أكد جعجع أنه "في حال دخوله قصر بعبدا رئيسا للبنان، فإن اختراق النظام السوري لحدود لبنان سيتم الرد عليه كما يجب". ميدانيا، أصبح أهالي اللاذقية "المعقل العلوي للأسد" قلقين جدا من الاشتباكات مع مسلحي المعارضة، في حين تحاصر مجاميع الثوار مبنى المخابرات العسكرية بحلب. وافق رئيس حزب القوات اللبنانية، والمرشح الرئاسي في لبنان الدكتور سمير جعجع، على أن عهد الوصاية التي مورست على لبنان لسنوات طوال، انتقلت من عهدة النظام السوري في دمشق، إلى عهدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد أن أسهم نظام الأسد – الأب والابن – في تحويل لبنان إلى دولة "صورية" لا أكثر. إيران التي ترى نفسها بحجم أكبر بكثير ممن تراه دول المنطقة، طبقاً للرجل، تواجه صعوبة في "أن أكثرية دول المنطقة ترى صعوبة بإقامة علاقات فعلية معها، انطلاقاً من الدور الذي تعطيه إيران لنفسها والحجم والتأثير اللذين تطلبهما في المنطقة، ولا أعتقد أن أي دولة في المنطقة مستعدة أن تقبل لها بهذا الدور وهذا التأثير". ومع اقتراب الصراع الرئاسي، حتى وإن لم يُعلن حتى الآن أي مرشح آخر ترشحه لكرسي قصر بعبدا، لم يخش جعجع وخلال حديث مطول أجرته معه "الوطن"، من الحديث عن "انحسار" في قواعد التيار الوطني الحر، الذي يمثله غريمه التقليدي ميشال عون، جراء تحالف التيار مع حزب الله، الذي رمى بكل ثقله في أتون الحرب السورية. وفي الحوار، قطع الرجل الطريق أمام المشككين، ممن يحاولون تصوير "تحكم" الرياض في السياسة اللبنانية، وقال "لم تتدخل الرياض يوماً في الشؤون اللبنانية. كل ما فعلته هو احتضان اللبنانيين من جهة الراغبين بالعمل فيها، ومن جهة أخرى هي محاولة أخرى لمساعدة اللبنانيين على مختلف أطيافهم". وفي رسالة صريحة لنظام الأسد الذي ربطه بنظام نوري المالكي في بغداد كأدوات تعتمد عليها طهران في المنقطة، قال جعجع "إن تكرر اختراق لحدود لبنان سيضطر أن نرد عليه كما يجب"، فيما لو تبوأ موقع الرئاسة في لبنان. كل ذلك وغيره في حوار للمرشح الرئاسي اللبناني، فإلى نص الحوار: "المعالجات التقليدية" دكتور جعجع.. ستعلن قريباً عن برنامجك الانتخابي، هل لي بمعرفة أساسياته؟ تعرف أنني لم أكن يوماً طامحاً إلى منصب معين أو سعيت بأي شكل. لكن أعتقد ولمست هذا الشيء في الأشهر الأخيرة وحتى في السنوات الأخيرة، أن الوضع وصل في لبنان إلى مكان لم تعد تنفع معه المعالجات التقليدية.. أو دعني أقول الترقيعات. فبالتالي توصلت إلى قناعة أننا بحاجة إلى خطوة نوعية تستطيع إحداث تغيير جذري في الوضع لأنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف التدهور الحاصل في لبنان، ويعيدنا رويداً رويداً إلى شاطئ الأمان. ببساطة وبكل صراحة هذه قناعة عندي، ومن هذا المنطلق أن أطرح ترشيحي للانتخابات الرئاسية. وقوى 14 آذار تقف اليوم على قاب قوسين لاتخاذ قرار في هذا الخصوص. بدون تحفظ داخل 14 آذار على ترشحك؟ حتى اللحظة لم أصبح مرشح هذا التيار، ما زلت مرشح القوات اللبنانية، لكني لم ألمس أي تحفظ داخل 14 آذار على ترشحي. يبدو أنه لديك ثقة كبيرة؟ لو لم يكن لدي حد مطلوب بدعم التيار لم أكن لأقدم على تقديم ترشيحي. لبنان أرض سائبة قلت دكتور قبل قليل إن لبنان لن تصلح معه المعالجات التقليدية في إصلاح شأنه. ما سبب هذا التدهور بنظرك؟ سبب التدهور لأن الدولة ليست موجودة كما يجب أن تكون موجودة. هناك مصادرة لقرار الدولة، خصوصاً في المجالات الاستراتيجية، العسكرية، الأمنية، وجزئياً مثل الاقتصاد والمال. وهناك نوع من التسيب. أصلاً تدهور الوضع في لبنان لأن الدولة لم تستطع أن تكون دولة فعلية قوية يكون لديها القرار على كافة المستويات لتتمكن من التصرف. وأصبح لبنان أرضاً سائبة. وكل أرض سائبة معرضة للأحداث والانفلات والتدهور واللا استقرار. هذا هو وضع لبنان في الوقت الحالي. البعض يرى مشروعك الانتخابي بمثابة قطع طريق لتكتيك يُخرج رئيساً لبنانياً من صناعة حزب الله ومحوره. صحيح هذه الرؤية؟ أبداً.. أبداً. ترشحي يأتي في سياق إيجابي وليس سلبياً. نحن كحزب سياسي لدينا مشاريع سياسية ونظرة معينة إلى لبنان وإلى واقع الأمور. طبعاً علينا أن نسعى بكل قوتنا لمحاولة ترجمتها على أرض الواقع من خلال الوصول إلى السلطة. هذا الذي قادني إلى الترشح لكرسي الرئاسة وليس وصول فلان أو مرشح ذلك الفريق أو غيره. 8 آذار لا تتحكم بمجيء رئيس لبناني لكن مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في لبنان، هناك إيحاءات من حزب الله الذي تحدث أمينه العام عن فرصة حقيقية لصنع رئيس في لبنان ولإنجاز الاستحقاق بقرار داخلي وطني. هذا ألا يعني أن حزب الله يضع نفسه متحكماً في العملية السياسية في لبنان؟ لا أعتقد ذلك. لأن حزب الله ليس لديه أكثرية مطلقة في المجلس النيابي اللبناني. لكي يستطيع أي فريق أن يتحكم أو يؤثر في مجيء رئيس يجب أن يكون لديه أكثرية مطلقة. وحزب الله ليس لدية أكثرية مطلقة. حزب الله لديه كتلة نيابية وازنة لكنه متحالف مع كتل أخرى. وكل تحالف 8 آذار لا يشكل أكثرية مطلقة في المجلس النيابي. القلق من الفراغ فسر لي إذن حديث نصر الله الأسبوع الماضي عن أنه إذا تجاوز موعد الاستحقاق، فهذا أمر لا يخيفنا ولا يقلقنا؟ على العكس نحن لدينا ما يقلقنا. لكن فيما يتعلق بحديث نصر الله لا أدري لماذا قال ذلك وكيف يكون ذلك. لأنه ليس بالأمر السهل بقاء موقع رئاسة الجمهورية فارغاً وغير مشغول. وهنا دعني ألفت النظر إلى أمر يمكن للقارئ العربي أن يكون قد دخل في تفاصيله كثيراً، وهو أنه في لبنان هناك موقع جدي، اسمه موقع رئاسة الجمهورية. لكن كل ممارسات عهد الوصاية أدت إلى تهميش هذا الدور. وإلى اللعب به بشكل أفقده دوره الفعلي. نحن الآن وفي هذه الانتخابات تحديداً، بصدد إعادة هذا الدور إلى وضعه الطبيعي، من خلال ما منحه الدستور من صلاحيات ولعب دور فعلي على المستوى الوطني. وبالتالي الحديث عن فراغ رئاسة وكأن شيئاً لم يكن ليس في محله تماماً، لأنه سيفقد لبنان أولى مؤسساته الدستورية. ولا أعتقد أن هذا بالأمر المقبول أو الذي لا تأثير له. الوصاية من دمشق إلى طهران لكن دعنا نكون واقعيين. انتهى لبنان من وصاية سورية. ودخل ما لم يكن كله فجزء كبير منه في عهد وصاية إيرانية. تتفق معي في هذا الحديث؟ أتفق معك. صحيح وما برأيك السبيل لإخراج لبنان من وصاية سورية – إيران؟ هناك مثل لبناني يقول إن الرزق السائب يعلم الناس على الحرام. وبالتالي تهاون المسؤولين الرسميين تيمناً بالذي كان يحدث أيام الوصاية، أصبحت عادة ألا يستعملوا كل صلاحياتهم، وجعل ذلك من الدولة نسبياً صورية، مما ترك المجال واسعاً أيام الوصاية للوصاية، وفي الوقت الحاضر للتسيب الذي يحصل. تقول ما هو الحل، الحل هو أن يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم. عندما نطالب بوجود دولة قوية يعني أن نطالب برجال أقوياء في المواقع الرسمية للدولة لكي تكون دولة قوية. لأن الدولة وكتاب الدستور نفسه ليس قوياً ما لم يكن هناك من هو قوي واستعمله في مكانه الصحيح. ومن هذا المنطلق أرى أن الانتخابات في الوقت الحاضر هي مدخل أساسي للوصول إلى دولة قوية، إذا تمكنا من إيصال رئيس قوي، لديه مشروع واضح، وإمكانية لتنفيذه إذا تم انتخابه. الخروج من التفرد في القرار أنت تعتقد أنك تملك القدرة لإخراج لبنان من قضية التفرد في القرار الوطني؟ نعم. أعتقد لدي القدرة إذا كنت في موقع مسؤولية، مثل موقع الرئاسة الأولى. لأنه بتقديري وإيماني أنه لا قوة تعلو على قوة الشرعية. ولكن عندما تكون الشرعية فعلية، تبقى أقوى قوة على وجه الأرض. لكن ضروري أن تكون شرعية بالفعل. وهذا ما أراهن عليه. لا تستقل أبداً بقوة الشرعية. ليس بجنودها، لكن بقوتها هي ذاتها. الشرعية وإلغاء دور السلاح الشرعية تحتاج تحويل الغلبة من السلاح إلى الغلبة السياسية؟ صحيح.. صحيح.. تماماً هذا هو الذي دفعني إلى الترشح لرئاسة الجمهورية. لأنه يجب حل المشكلة في لبنان سياسياً وليس كما يكون، سلاح مستشر هنا وهناك. أعطيك مثلاً بسيطاً، لقد عانت طرابلس لسنوات خلت من تفلت وانفلات وانفجارات عسكرية أدت إلى مقتل المئات للأسف من أبناء المدينة. وكان كل مرة يطرح فيها حل جدي يقول الكثيرون إن آلاف القتلى سيذهبون ولا طاقة للجيش اللبناني على الحل الجدي. ولكون لبنان تقاطعاً إقليمياً ودولياً. وهناك النظام في سورية، وهناك إيران، وأميركا، والسعودية، إلى آخره، وإذ فجأة وبأسابيع بسيطة جداً بمجرد ما أن وجد بعض الوزراء في الحكومة الحالية اتفقوا مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية واتخذوا قراراً شرعياً، كل مأساة طرابلس تم حلها في أيام قليلة، وهرب من هرب، واعتقل من اعتقل، والمواطن الطرابلسي الآن ينام قرير العين. فبالتالي الدولة والشرعية هيبة. الهيبة التي تقصد ممكن أن تعود بالمقاتلين اللبنانيين من سورية؟ طبعاً. ولن تخشى المصادمة؟ ما حدث في طرابلس كان اللبنانيون يخافون المصادمة في تلك الحالة. لو كان هناك رسمية وأيقن الجميع بجدية، يتم حل المشاكل بدون صدام. تعتقد أنك لو توليت ملف إعادة المقاتلين اللبنانيين وإخراج حزب الله من سورية لن تواجه إشكالات مع دول إقليمية على أقل تقدير؟ إذا أرادت أي دولة إقليمية أن تحارب لبنان نحن سندافع عن أنفسنا. لكن تصور لو الدولة اللبنانية اتخذت قراراً بنشر جيشها على الحدود الشماليةالشرقية وبشكل جدي وأعلنت هذا القرار أمام العالم، هل برأيك سيتجرأ أحد على اجتياز الحدود بعد أن يرى جدية الحكومة نهائياً، ويرى الجيش على الحدود وتنتشر لتطبيق القرار؟ أنا برأيي كلا. نحذر دمشق على ذكر الاعتداء. خرق النظام السوري لسيادة لبنان بين الفينة والأخرى. هذه القضية كيف تعالجها؟ كما يجب معالجتها. بالبداية كحكومة سأرسل تحذيراً "أول وأخير" للحكومة السورية بأن أي اختراق لحدود لبنان سنضطر أن نرد عليه كما يجب. لأننا حكومة ولا نستطيع ترك أرضنا وشعبنا تحت نظام أي قوى أخرى. عدوة أكانت أم شقيقة. النيران السورية "شقيقة"؟ هذا فخ وليس سؤالاً. أنا أتحدث عن الأرض السورية والشعب السوري. وأنا أتحدث عن النظام السوري. النيران السورية ليست لها علاقة بالشعب السوري؟ أنت تعرف النظام السوري منذ عقود وعقود نظرتنا له. للأسف لقد أمعن تدميراً في لبنان، ومن ثم انتقل ليكمل المهمة في سورية. إذن هي ليست شقيقة؟ لا.. أتحدث عن النظام. لو شقيق لم يعمل ما عمل بلبنان. حرب الحواضن الشعبية دعني انتقل بك دكتور لحرب الحاضنات الشعبية التي تخوضونها مع الطرف المقابل. مراقبك لا يجدك حريصاً على مسألة الحواضن الشعبية، لكن التيار الوطني الحر يتبنى العزف على هذا الوتر كثيراً؟ أنا في الحقيقة أتمنى أن يطلع الرأي العام العربي على كل استطلاعات الرأي التي تحدث في لبنان الآن حتى يعرف الكل أين هي الحاضنة الشعبية. ادعاء النفوذ الأكبر منافسوك وأقصد التيار الوطني الحر أصبح هذا الأمر ديباجة خاصة بهم أنهم هم الأكثر شعبية وحاضنة؟ أنا أعتقد أن هذا ادعاء. لا شك للتيار الوطني الحر قاعدة شعبية وازنة. ولكن مما لا شك فيه أكثر وأكثر أن للقوات اللبنانية حضوراً مميزاً، ليس على مستوى المجموعة المسيحية فقط، بل حتى على مستوى المجموعة الإسلامية. انحسار التيار الوطني الحر ومن هذا المنطلق أريد سؤالك عن هل تحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله الذي دخل في المعترك السوري، ألا تعتقد أن ذلك قلل من شعبية التيار في الرأي العام اللبناني؟ كل الأرقام تدل منذ سنتين وحتى الساعة على انحسار ولو بطيء في قواعد التيار الوطني الحر. هناك مجموعة من استطلاعات الرأي التي تقوم عليها وسائل إعلامية على مختلف انتماءاتها أجريت وكلها تدل على ذلك. السعودية ومشاكل المنطقة قلت دكتور إنه لا فيتو على سمير جعجع من قبل السعودية وأميركا وفرنسا. سؤال لك: لماذا وضعت السعودية في هذا الموقع؟ هل من أجل مواجهة دولة إقليمية ترعى مشروعاً آخر مضاداً لك؟ في الحقيقة بالوقت الحاضر الدولة العربية الوحيدة التي تقف في مواجهة مشاكل المنطقة هي المملكة العربية السعودية. وأريد أن أضيف شقيقتها الصغرى دولة الإمارات العربية المتحدة. وباقي دول مجلس التعاون الخليجي بدون الدخول في تفاصيل كثيرة، خصوصاً بعد أن أخذت مصر من الساحة الإقليمية لترتيب بيتها الداخلي. ففي الوقت الحاضر صراحة كقوى إقليمية بالمنطقة هناك المملكة إلى جانب الإمارات. ومن جهة أخرى هناك إيران. صعوبة العلاقة مع إيران برأيك هل المحور الإيراني ذو فاعلية في المنطقة؟ المحور الإيراني يعمل بجد كبير، وباستمرارية وتواصل. ويسهر على كل تفصيل من تفاصيل المنطقة، من حدود باكستان وأفغانستان وصولاً إلى شواطئ البحر المتوسط، مروراً بالعراق وسورية ولبنان. وإيران كما تعرف دولة كبيرة ولها مقوماتها. في المقابل المحور الغربي في الوقت الحاضر في حالة نوع من الركود، وبالتالي بمواجهة المحور الإيراني، لا يوجد إلا المملكة وبعض دول الخليج. وهذا هو الحمل على السعودية في مواجهة ذلك. بينما مصر في حالة إعادة ترتيب بيت داخلي، والدول الغربية مشغولة في نفسها. إيران ترى نفسها بحجم أكبر بكثير ممن تراه دول المنطقة. لا يستطيع أحد أن يرى نفسه بحجم الشمس، وآخر يراه ككرة قدم. من هذا المنطلق أعتقد أن أكثرية دول المنطقة ترى صعوبة بإقامة علاقات فعلية مع إيران، انطلاقاً من الدور الذي تعطيه إيران لنفسها، والحجم والتأثير اللذين تطلبهما في المنطقة، ولا أعتقد أن أي دولة في المنطقة مستعدة أن تقبل لها بهذا الدور وهذا التأثير. المالكي والأسد لكن هناك مشاركون في صناعة التأثير الإيراني. كنوري المالكي الذي اتهم المملكة بالإرهاب. هذه أذرعة أكيد المشروع الإيراني يعتمد عليها جزئياً في تنفيذ مشروعة؟ صحيح. طبعاً. كذلك بشار الأسد نفس الشيء. هذه تحالفات لأسباب، كلياً، محلية لا علاقة لها بأي شيء آخر، مصالح سياسية مباشرة. السلاح السائب دكتور ضمن برنامجك الانتخابي تنظيف الدولة من السلاح السائب؟ طبعاً، لا يمكن أن تقوم دولة بوجود دويلات على أطرافها، إما دولة ومواطنون، وإما يصبح الجميع دويلات، هذا ليس في مصلحة أحد. وألا تخشى مواجهة حاملي هذا السلاح؟ دعني أقول لك، عندما ترى أنه لإصلاح أمر معين يجب القيام بخطوات معينة، يصبح عليك واجب أن تقوم به دون اكتراث للمتاعب. إما أن تصلح الوضع أو لا. يجب أن تكون هناك خطة واضحة بمفاهيم الدولة، تبعاً لقوانين الدولة، انطلاقاً من دستورها، تبعاً للعمل السياسي الديموقراطي، تبعاً لحقوق الإنسان، والمناخات اللبنانية. الرياض لم تتدخل في لبنان أختم معك برسالة إلى الرياض؟ الرياض كانت دائماً مصدر خير وأمان وسلام للبنان. منذ الاستقلال وحتى اللحظة، لم تتدخل يوماً في أي شأن صغير محلي. كل ما فعلته هو احتضان اللبنانيين من جهة الراغبين بالعمل فيها، ومن جهة أخرى، هي محاولة أخرى لمساعدة اللبنانيين على مختلف أطيافهم. هناك اتفاقات سياسية رعتها المملكة كاتفاق الطائف، أو من خلال المساعدات المالية والاقتصادية الضخمة التي قدمتها للبنان في محناته المعيشية، والتي كان آخرها دعم الجيش اللبناني بثلاثة مليارات دولار. رسالتي للسعودية أن يكمل الجيل الحالي ما بدأه الأجداد والآباء، لأن ذلك أجمل شيء ممكن أن تقوم به أي دولة تجاه محيطها المباشر، وغير المباشر.