في إمارة الشارقة، خلية نحل تعمل بشكل متواصل من أجل الارتقاء بالمسرح العربي، وهذا الجهد يُشرف عليه شخصيا الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة ورئيس الهيئة العربية للمسرح الذي أطلق قبل شهرين تقريبا مبادرته للاهتمام بالمسرح المدرسي من خلال مشروع تنمية المسرح المدرسي بالوطن العربي والذي عقد أولى جلساته التحضيرية يومي الثامن والتاسع من مارس الجاري. حضرت 16 دولة عربية وغابت عن اللقاء التمهيدي وزارة التربية والتعليم، ما دفعني وأثار عددا من التساؤلات حول عدم مشاركة الوزارة، والتحدث عن أبرز المعوقات التي من خلالها يستطيع المختصون في الهيئة العربية رسم الخطط والبرامج التي من الممكن أن تسهم في "إعادة إحياء" المسرح المدرسي بالمملكة. الهيئة العربية للمسرح كانت حريصة على مشاركة المملكة، وكل المسرحيين العاملين بقطاع التربية و التعليم كانوا ينتظرون ما سيقدمه ممثل الوزارة في هذا اللقاء، لمعرفتنا بوجود عقبات داخل منظومة إدارة النشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم، ولإيمان المسرحيين بأن تطور المسرح يبدأ من خلال المسرح المدرسي، القادر على إنشاء جيل يتذوق الفن ويحترمه. مبادرة سلطان القاسمي قد تسهم في جعل وزراء التربية العرب يهتمون أكثر بالمسرح المدرسي من خلال زيادة الجرعات في مناهج التربية الفنية بالنسبة للدول التي يدخل المسرح ضمن المنهج الذي يعد في المدارس عبارة عن "حصة رسم". لقد أغفلنا جانبا مهما لدى الطالب، فهو لم يتلق التغذية الكاملة التي تؤهله لتذوق الفنون بشكل كامل وكاف، واكتفينا بأن يدرس الرسم فقط، من خلال حصص التربية الفنية التي إلى الآن تدرس دون منهج واضح المعالم. في جمادى الثانية هناك لقاء مسرحي في تبوك بمناسبة ختام المنافسات المسرحية للمرحلة الثانوية، هذا البرنامج الذي انطلق مع بداية هذا العام الدراسي، هل يمكن أن نجد وزيرنا الأمير خالد الفيصل موجودا فيه، ليتعرف على مدى اهتمام إدارة النشاط الطلابي بالمسرح، وهل يمكن أن يعقد الإخوة في إدارة التعليم بتبوك ندوة تناقش المسرح المدرسي ويحضرها وزير التربية والتعليم ليقف بنفسه على أبرز المعوقات التي تجهض هذا النشاط داخل أروقة الوزارة، لا سيما وأن الوزير سيجتمع مع الشيخ سلطان القاسمي في يونيو المقبل في اللقاء الذي سيتم من خلاله طرح التوصيات والرؤى التي تسهم في انتشال المسرح المدرسي في الوطن العربي من حالة الموات التي يعيشها. صدقا أتمنى أن أرى وزير التربية حاضرا بين الطلاب والمسرحيين ليتلمس بنفسه حاجاتهم وأبرز أفكارهم للسير بالمسرح المدرسي نحو مساحات أرحب وليجعل المسرح في مملكتنا الحبيبة عملة مختلفة. فالمسرح وتطوره واحترامه وتذوقه يبدأ من العتبة الأولى وهي التربية والتعليم.