كشف شقيق الفتاة ريم المعذبة على يد والدها حتى الموت في مدينة أبها، أن السبب وراء ربط والده لشقيقاته الثلاث ومنهن المتوفاة ريم، هو أن جاره أبلغه بأنه شاهد البنات على سطح المنزل مما دفع الأب لضربهن وربطهن في النوافذ بالسلاسل. وأضاف شقيق البنات المعذبات "محمد" ل"الوطن": "السلاسل" في المنزل وسأدل الجهات الأمنية عليها، واصفا والده ب"المتشدد" و"العنيف"، وأنه طرده من المنزل قبل 9 سنوات. وتابع "فصل والدي شقيقاتي من المدرسة ومنع التلفزيون، بينما كانت غرفة زوجته تعج بكل أنواع الأجهزة"، مضيفا "أثناء زيارتي السرية لشقيقاتي، رأيت آثار التعذيب، وحاولت الإبلاغ، إلا أنهن منعنني خشية زيادة التعذيب، وعندما علم أبي عذبهن أكثر". وقال مستغربا "والدي كان يعذبهن، ومن ثم يندم ويبكي ويعالج جروحهن". علمت "الوطن" أن السبب وراء تعذيب مواطن بمدينة أبها لبناته الثلاث ما أدى إلى وفاة إحداهن، هو أن جاره وشى له بأنه شاهد بناته على سطح المنزل مما دفع الأب لمعاقبتهن بربطهن في النوافذ وضربهن عقابا لهن. إلى ذلك، كشف شقيق البنات المعذبات "محمد" في حوار أجرته مع "الوطن" أن أداة التعذيب والقتل "السلاسل" توجد في المنزل وليس في محرقة خارج المدينة كما ادعى الأب الموقوف على ذمة التحقيق. وقال محمد: أنا أعرف أين يخبئ والدي تلك السلاسل وسأدل الجهات الأمنية على مكانها. ووصف محمد والده بالعنيف وأنه طرده من المنزل قبل تسع سنوات عندما كان يدرس في الصف الثاني المتوسط، وكان يضربه بالسلاسل والمفكات وأنه تعرض لعنف أسري شديد. وقال "كنت مشردا أنام في المساجد وتحت الكباري، فسافرت إلى الرياض حيث أصدرت هويتي الوطنية هناك، وكنت أريد التقدم بشكوى لحقوق الإنسان ولكنني خشيت أن لا يؤخذ كلامي على محمل الجد". وتابع: "فصل والدي شقيقاتي من المدرسة ومنع التلفزيون وجميع وسائل الترفيه، بينما كانت غرفة زوجته تختلف عن باقي غرف المنزل ففيها تجد تلفزيون "بلازما" وثلاجة، وعلى النقيض تماما لا تجد في ثلاجة المطبخ أي شيء من الأكل ولا توجد أيضا أي وسيلة ترفيه داخل المنزل". وأضاف محمد أنه أثناء زيارته لشقيقاته اطلع على أحوالهن وحاول إبلاغ حقوق الإنسان، فعندما علم بذلك مارس أنواع التعذيب والضرب ضدهن، فما كان منهن إلا أن اتصلن بأخيهن وطلبن منه ألا يخبر أحدا حتى لا يتعرضن للتعذيب. وقال "للأسف لم تكن لدي أي قناعة بأن حقوق الانسان ستحميهن"، مشيرا إلى أن والده كان متناقضا في تصرفاته فكان يعذب البنات، ومن ثم يندم على ذلك فيعالج جروحهن ويحضر الهدايا لهن. وكشف محمد أنه وشقيقاته حرموا من لقاء والدتهم لما يزيد عن 11 عاما، وأنه أوهمهم بأن والدتهم متوفية. وأضاف "لم أصدق ما حدث وكيف أوهمنا والدنا بأن أمنا قد ماتت.. كنا نعيش في الأوهام، فقبل أسبوع قابلت والدتي للمرة الأولى.. لم أكن أعرفها ولا أعرف شكلها وطلبت من مدير المطار أن ينادي باسمها كي أعرفها". وعن حالة الأب النفسية والعقلية، قال محمد "أبي ملتزم في صلاته ولكنه متشدد، غير متحكم بتصرفاته، ولا يعاني الجنون، ولو كان كذلك لم يكن ليعمل في إحدى الإدارات التابعة للشؤون الإسلامية بعسير". من جهته، أكد المشرف العام على فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور هادي بن علي اليامي أن الهيئة تأسف لما حدث للفتاة ريم (13 عاما) التي توفيت بسبب تعذيب والدها، وتتابع باهتمام بالغ مع الجهات المختصة التحقيق في ملابسات القضية وأسبابها. وأضاف أن وفدا من القسم النسائي زار شقيقتي المتوفاة "ريم" في دار الحماية بأبها واطلع على أوضاعهما رغم سوء حالتهما النفسية. وأضاف "نتابع مع القسم النسوي تلبية احتياجاتهما وتهيئتهما نفسيا". وطالب اليامي بتفعيل وتطبيق توصيات نظام الحماية من الإيذاء مع الإسراع في إصدار لائحة تنفيذية فيما يتعلق بتطبيق الأنظمة، وضرورة تفعيل برامج التوعية حول العنف الأسري في المساجد والمدارس والتأكيد على دور الأسرة وحمايتها من العنف. وقال: هناك لجنة تعكف على تفعيل وتطبيق وتنفيذ توصيات ملتقى العنف الأسري المنعقد بمدينة أبها مؤخرا، والمتضمن عددا من التوصيات المهمة للحد من قضايا العنف الأسري، وتعمل الهيئة مع عدد من الجهات الحكومية بالمنطقة لتنفيذها وتفعيلها، وخاصة فيما يتعلق بالتوعية وتثقيف الأسرة من خلال المنابر التي يمكن وصول الرسالة من خلالها. ورفض اليامي قبول أو إقرار الهيئة حرمان الأطفال من والدتهم لأي سبب كان، مبينا أن للطفل حق رؤية أي من والديه متى شاء ومن يتسبب في الحرمان يجب ردعه بالإجراءات الشرعية. وكانت "الوطن" قد نشرت خبر تعنيف أب لبناته الثلاث بعنوان (مواطن يعترف بقتله ابنته بعد تعذيبها بالسلاسل) في الأول من مارس الجاري، حيث أقدم مواطن في العقد الخامس من عمره ومتقاعد من إحدى الإدارات التابعة للشؤون الإسلامية بعسير على قتل ابنته "ريم" التي تبلغ 13 عاما وذلك بعد أن دأب على تعذيبها هي وأختيها (15 و 20 عاما) مستخدما "سلاسل" لربطهن في النوافد والأبواب.