تشهد العاصمة الأميركية واشنطن اليوم لقاءات أميركية مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وسط تشاؤم من مختلف الأطراف بإمكانية التوصل إلى إطار للمفاوضات مقبول من قبل الأطراف جميعا، وإن كانت المؤشرات تشير إلى تمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري. وسيستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يستقبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقر وزارة الخارجية الأميركية وفدا فلسطينيا يضم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج اللذين سيرتبان للزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن للقاء أوباما في 17 مارس الجاري. وكان نتنياهو قد أكد قبيل توجهه إلى واشنطن أن محادثاته مع الرئيس الأميركي ستركز على الملف النووي الإيراني وعلى المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية إضافة إلى التطورات الإقليمية. وفي هذا الصدد قالت مصادر إسرائيلية إن ثمة شعور بالتشاؤم إزاء فرص التوصل إلى اتفاق إطار إسرائيلي – فلسطيني، حتى نهاية الشهر الجاري، مشيرة إلى أن من المتوقع أن يكثف الجانب الأميركي جهوده خلال الشهر الجاري، كي يمنع انهيار المفاوضات. ونقلت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن "واشنطن تفحص حاليا ثلاث مسارات للتقدم في المفاوضات، الأول: مواصلة محاولة تقليص الفجوات بين الجانبين وصياغة اتفاق إطار يوافق نتنياهو وعباس على اعتماده لاستئناف المفاوضات حتى نهاية 2014، وفي حال التوصل إلى اتفاق كهذا، ينوي الجانب الأميركي المبادرة إلى عقد قمة بين الزعيمين، وبالنسبة للمسار الثاني يفحص الجانب الأميركي إمكانية عدم صياغة اتفاق إطار خطي، وإنما الاكتفاء ببيان شفوي عام ومقتضب، مع التأكيد على مواصلة المفاوضات حتى نهاية السنة، أما المسار الثالث الذي يدرسه المستشارون الكبار للرئيس أوباما، فيتحدث عن خطوة دراماتيكية تقوم على التوقف عن محاولة صياغة اتفاق إطار، وطرح وثيقة مبادئ أميركية تشمل حلولا لكل المسائل الجوهرية، ومن ثم مطالبة عباس ونتنياهو بالموافقة عليها، وإذا كان الجواب سلبيا، فسيتنازل الجانب الأميركي عن العملية السياسة. وذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو أعلن خلال لقاءات أجراها في الأيام الأخيرة مع عدد من وزراء حكومته أنه لن يتم اتخاذ قرار بتجميد البناء في المستوطنات. في غضون ذلك فقد قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن 75 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا المسجد الأقصى، أمس، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته، تلقوا خلالها شروحات عن الهيكل المزعوم وذلك وسط حراسة مشددة لقوات شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة. وذكرت أن المستوطنين المقتحمين أدوا صلوات ورقصات تلمودية خارج الأقصى قبالة باب السلسلة، حيث تصدى لهم حراس المسجد، ما أدى لحدوث مناوشات وتدافع بالأيدي بين الحراس وشرطة الاحتلال، دون وقوع إصابات. وقالت إن "شرطة الاحتلال شكلت حماية للمستوطنين عند خروجهم من الأقصى، وأدائهم الصلوات والرقصات التلمودية، وبالمقابل فإن طلاب مصاطب العلم تواجدوا بالمنطقة لتعزيز موقف حراس الأقصى، فضلا عن وجود المئات من المصلين وطلاب مدارس القدس توافدوا منذ الصباح الباكر في الأقصى، حيث تعالت أصوات تكبيراتهم المنددة بتلك الاقتحامات، خاصة أن اقتحامات "غليك" في الفترة الأخيرة كانت استفزازية، وكان يقدم شرحًا عن تقسيم الأقصى وتاريخ الهيكل".