حذر أستاذ الآثار بجامعة أم القرى الدكتورعدنان الحارثي من التمادي في بناء العمائر الشاهقة التي تتطلب أساسات عميقة قد تؤثر في المستقبل على موارد ماء زمزم خاصة أن بئر زمزم ومصادرها ليستا عميقتين. وقال إنه لا يستبعد وجود آبار جوفية في منطقة الشامية، والساحات الشمالية لأن الآبار كانت تحيط بالحرم الشريف من كل الجوانب، فهناك العديد من الآبار القديمة، ومنها آبار في منطقة الشبيكة التي سميت بهذا الاسم لوجود آبار معمولة على الطريقة الأندلسية، بحيث توجد قنوات أرضية تربطها ببعض من الأسفل، مشيرا إلى وجود آبار جوفية عند باب الملك عبدالعزيز، والرواق العثماني، وعند باب علي. وعن ارتباط المياه الجوفية ببئر زمزم يقول الحارثي إن هذا يحتاج إلى دراسات فنية، ولكن ماء الآبار الجوفية لا يكون من ماء زمزم إلا إذا اجتمع من المجاري الثلاثة وهي المجرى الذي تحت الكعبة (الحجر الأسود)، والمجرى الذي بالصفاء، والمجرى الذي بالمروة. من جهته أكد رئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف المهندس عباس قطان وجود عدد من الآبار في منطقة الغزة أوجدتها هيئة المساحة الجيولوجية لقياس منسوب مياه زمزم في البئر، مشيرا إلى أن هذه الآبار مغطاة، وما تزال ضمن مشروع توسعة الساحات الشمالية الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين، ومبينا أن هيئة المساحة الجيولوجية تعمل شهريا على قياس منسوب مياه زمزم في البئر. وأشار قطان في تصريح إلى"الوطن" إلى أن ما يتردد عن قيام أصحاب المنازل التي تمت إزالتها بحفر آبار من ماء زمزم داخل المنازل، ثم تغطيتها بعد الإزالة غير صحيح البتة، ولم يسمع بهذا الأمر من قبل ولم يعثر على آبار في المنازل التي أزيلت بسبب مشروع التوسعة. وأوضح مديرعام العلاقات العامة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد المنصوري أن منسوب مياه زمزم في البئر في مستوياته العادية، وليست هناك أية زيادة أو نقصان، وهو متوفر بالكميات المعتادة، وأماكن التعبئة لاتزال في وضعها الطبيعي.