سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصة الفيضانات في باكستان: ارتفاع درجات الحرارة وهبوط غزير للأمطار المتأخرة على كافة الأقاليم الشعب الباكستاني: مواقف خادم الحرمين بإغاثة منكوبي الفيضانات يتردد صداها في ضمائرنا
كانت درجات الحرارة في شهري مايو ويوليو الماضيين عالية جدا في كافة أنحاء باكستان. وارتفعت في الأقاليم الباكستانية المختلفة لتفوق 50 درجة مئوية. وخلال هذه الأثناء أدت موجة الحر لوفات العشرات من المواطنين المحليين لاسيما وأن الحكومة تشكو من نقص حاد في الطاقة الكهربائية بمقدار 5000 ميغا واط. ومما زاد الأمور سوءا هو تأخر الأمطار الموسمية التي عادة ما تبدو في منتصف مايو وتستمر حتى منتصف سبتمبر المقبل. ولكن باكستان كانت على موعد مع القدر. ففي 29 يوليو بدأت الأمطار الموسمية المتأخرة تهبط بغزارة كبيرة على كافة الأقاليم الباكستانية من جراء تجمع كم هائل من الغيوم المثقلة بالمياه والقادمة من البحر العربي وروسيا والصين. وبدأت الكارثة بارتفاع منسوب مياه الأنهار الباكستانية الخمسة التي تنبع من الشطر الهندي من كشمير وهي (جناب) و(جيهلم) و(راوي) و(ستلج) و(بيس). وفي نفس الوقت ارتفع منسوب المياه في (نهر كابل) بشكل كبير أدى لفيضان النهر والأنهار الأخرى التي تصب به من منطقة القبائل لاسيما (نهر كورم) و(نهر توجي) و(نهر كومال). وأخذت مياه الأمطار تتدفق بغزارة لمدن رئيسية في إقليم (خيبر بختونخواه) حتى وصلت لارتفاع 7- 8 أمتار في مدينة (نوشهرة) على بعد 90 كم عن العاصمة إسلام أباد. وتعتبر (نوشهرة) أكثر المناطق المنكوبة في باكستان حيث شردت الأمطار سكانها البالغين 650000 نسمة. وتدفقت الفيضانات للمحافظات الأخرى في (خيبر بختونخواه) لاسيما (فاتا) و(جارسدة) و(سوات) و(دير السفلى) و(شانغلا) و(كوهستان) و(مردان) و(بشاور) و(ديرة اسماعيل خان). وفي هذا الإقليم دمرت الفيضانات مئات القرى ومئات ألوف البيوت والجسور وقنوات الري والطرق وكافة المحاصيل الزراعية وشردت حوالي 3,5 ملايين نسمة في الإقليم المتاخم لأفغانستان. كما تأثرت ولاية جمو وكشمير الباكستانيةوإقليم (جلجت بلتستان) في المناطق الشمالية حيث أدت الأمطار التي تدمير آلاف البيوت وغرق الأراضي الزراعية وتدمير الجسور والطرق لاسيما في (بلتستان) و(سكردو) و(كولتاري) و(ديامير) و(غزر) و(هونزا نكر) و(جاهكوج). ودمرت الفيضانات أيضا طريق قراقورم الذي يربط الصين بباكستان ويمر عبر جبال الهملايا. فقد أغلق الطريق بعد أن تدمرت 3 مناطق تمر ب (جلجت) و(هنزة) و(سكردو). وتأثر إقليم بلوشستان هو الآخر لاسيما المناطق الساحلية المطلة والقريبة من البحر العربي حيث أدت الفيضانات إلى غرق 10 محافظات في الإقليم وهي (سبي) و(كاتشي بولان) و(نصير أباد) و(جعفر أباد) و(كوهلو) و(لورا لاي) و(زيارت) و(زهوب) و(قلعة سيف الله) و(بارخان). ونظرا لأن أنهار باكستان الخمسة تتجه نحو البنجاب فقد أدى فيضانها أيضا إلى فيضانات مدمرة في الأقسام الجنوبية من إقليم البنجاب فغرقت مناطق هامة في الإقليم بما في ذلك (ميانوالي) و(ليّة) و(بكّر) و(ديرة غازي خان) و(مظفر كر)و (راجنبور) في مدينة (ملتان) و(رحيم يار خان). وأدت الفيضانات لتدمير محاصيل زراعية في إقليم البنجاب مزروعة في أراض مساحتها 1,1 مليون متر مربع وتشريد 6 ملايين نسمة من مدنهم وقراهم ومزارعهم. وأدت الموجة الثانية من الأمطار الموسمية إلى فيضانات في إقليمي السند وبلوشستان جراء فيضان نهر السند الكبير فتأثرت كافة مدن السند ما عدا مدينة كراتشي. أما أهم المناطق التي اجتاحتها الفيضانات فهي (حيدر أباد) و(سكهر) و(لاركانا) و(يعقوب أباد) و(جامشورو) و(خيربور) و(جودو). وتفيد الإحصائيات الرسمية الباكستانية أن 20 مليون نسمة مشردون حاليا من جراء الفيضانات. ويفتقد هذا العدد الكبير لكافة مستلزمات الحياة الأساسية. وقد صنفت الأممالمتحدة فيضانات باكستان بأنها أسوأ من كارثتي (سونامي) و(هيتي) مجتمعتين. وأعلنت الولاياتالمتحدة أول من أمس زيادة مساعداتها إلى 150 مليون دولار بينما أعلن الاتحاد الأوروبي زيادة مساعداته إلى 135 مليون دولار وأعلنت المملكة العربية السعودية عن تقديم مواد إغاثية قيمتها 105 ملايين دولار. إلى ذلك أشادت باكستان على المستوى الشعبي والرسمي بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واهتمامه الشخصي بإغاثة منكوبي الفيضانات من خلال الجسر الجوي الذي أمر به والحملة الشعبية لجمع التبرعات. والتقى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني سفير خادم الحرمين لدى باكستان عبد العزيز الغدير وطلب منه أن يبلغ شخصيا الملك عبد الله شكره وتقديره للدور الطليعي الذي قام به في عمليات الإغاثة ولحكومة وشعب المملكة على الموقف الإنساني السباق في إغاثة ملايين من المنكوبين الذين يعيشون في العراء بعد أن دمرت مياه الأمطار منازلهم وقراهم ومحاصيلهم الزراعية. وأعرب رئيس وزراء إقليم البنجاب شهباز شريف عن شكره وتقديره لما أبداه خادم الحرمين من عطف وكرم وحرص على إغاثة المنكوبين خلال الفيضانات المدمرة التي أصابت باكستان. وأضاف "جاءت المملكة كما عهدناها سباقة ليس فقط بتعبيرها عن مشاعرها تجاه إخوانها في باكستان وإنما بتقديم الدعم المادي للمنكوبين في مواجهة هذه الأزمة المروعة. ولا زال الشعب الباكستاني يتذكر وبكل إعجاب وتقدير موقف خادم الحرمين المتميز وقيادة وحكومة المملكة تجاه زلزال 2005. إن موقف خادم الحرمين هذه يتردد صداه في ضمائرنا وسنظل دائما ممتنين للملك عبدالله. وما زال الشعب الباكستاني يتذكر وبكل إعجاب وتقدير موقف خادم الحرمين المتميز وقيادة وحكومة المملكة تجاه زلزال 2005. إن موقف خادم الحرمين هذا يتردد صداه في ضمائرنا وسنظل دائما ممتنين للملك عبد الله وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز والأسرة المالكة.