استعرض روائيون تجاربهم الأولية في السرد وأدلوا بشهاداتهم الروائية، بمشاركة أكاديميين تناولوا الربط بين التاريخ والنص السردي ضمن سياق حضاري اجتماعي، استلهمت فيه الرواية التاريخ، من حيث إسقاط القيم الإنسانية والأخلاقية، أو الدور البطولي الذي لعبته الشخصيات عبر مراحل التاريخ. وطرح المتحدثون في محور المضامين الفكرية في الرواية العربية ضمن ندوة "الاتجاهات الفكرية في الرواية"، التي عقدت أمس ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لفعاليات الجنادرية 29 في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، الإشكالات التي تشوش على مضامين الرواية العربية مقارنة بالرواية الأوربية التي تتمثل في عدم تعامل الرواية العربية مع الواقع المعاش، وكونها رواية تفقد وظيفة التأمل، فهي رواية مسكونة بالحدث وبما يحدث بالمواسم السياسية والاجتماعية، والغالب عليها كما نبه بذلك ضيوف الندوة، غياب البعد الفلسفي في الرواية، مستعيضة عن ذلك البعد الأيديولوجي، إلى أن وصفت الرواية العربية ب"رواية الكبت" بكل تفرعاتها. شارك في الندوة التي أدارها الدكتور صالح المحمود، كل من الروائي الليبي إبراهيم الكوني، والروائية أميمة الخميس، والدكتور أمين الزاوي، والدكتورة دلال الحربي، ومحمد جلال الشرقاوي، والدكتور صالح معيض الغامدي،، والدكتور حسن النعمي، والدكتور سامي الجمعان. وأكد عدد من المتحدثين في الندوة على أهمية توظيف الدراما التاريخية في السينما والمسرح والأعمال التلفزيونية والروائية، معللين ذلك بربط الجيل الحالي بالتاريخ عبر علماء قدموا اختراعاتهم العلمية للعالم من أمثال ابن سيناء والخوارزمي وغيرهما من العلماء المسلمين الأوائل، وذلك تحت ضوابط علمية وفنية تتحلى بالموضوعية. وعد المتحدثون القراءة السردية للعمل الإبداعي شهادة يقدم الروائي خلالها سيرة ذاتية، ووظيفة تواصلية، وخاصة حينما تكون القراءة شفهية يسعى الروائي لمعرفة ردة فعل المتلقي لهذه الشهادات الإبداعية التي غالبا ما تتحدث عما أنجزه الروائي من أعمال سابقة، مؤكدين أن الشهادات السردية مفيدة ومجدية للروائي وللمتلقي، مستشهدين بالثنائية السردية التي قدمها الروائي إبراهيم الكوني بين السرد الصحراوي والسرد المديني.