أكدت مصادر من داخل مدينة "يبرود" على حدود منطقة القلمون أن قوات النظام استخدمت أمس وسيلة جديدة تضاف إلى سلسلة وسائلها غير الإنسانية، وهي ما بات يعرف باسم "قنابل أسطوانات الغاز"، حيث تقذف طائراته تلك الأسطوانات التي تبلغ سعة الواحدة منها 20 كيلوجراما وتحدث عند ارتطامها بالأرض انفجاراً يتصاعد منه لهب هائل، مما أدى إلى إخافة الأهالي. وتابعت المصادر بالقول إن مقاتلي الجيش الحر لا زالوا بانتظار استلام صواريخ تطلق من على الكتف للتصدي لمروحيات النظام، حسبما وعدتهم به بعض الدول الصديقة. وأضافت المصادر أن وضع مقاتلي الجيش الحر "ممتاز"، وكان صمودهم في المعارك التي خاضوها مفاجأة غير سارة لقوات النظام التي ظنت أن بمقدورها كسب المعركة في ساعات قليلة. إلا أن الواقع على الأرض كان مغايراً لهذا التصور، حيث تمكن الثوار من أسر 16 من مقاتلي حزب الله، كما غنموا دبابات وأسلحة نوعية من قوات النظام ومرتزقته. ولا تزال حالة التوتر تسيطر على المنطقة، حيث جددت القوات السورية النظامية قصف بلدات وقرى المنطقة، وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى تجدد القصف المدفعي فجر أمس على البلدات والقرى. كما شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام. كما أكدت لجان التنسيق المحلية أن مقاتلي المعارضة تصدوا لمحاولات قوات النظام المدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني للسيطرة على مدينة يبرود، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وسط القوات النظامية التي اضطرت للتراجع تحت وطأة المقاومة الشرسة لمقاتلي المعارضة. وبدورها، قالت شبكة سورية مباشر إن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ محيط الكنيسة الجديدة وجامع الحسين، مشيرة إلى أن المدينة تعيش حالة من التأهب في ظل توقع إقدام جيش النظام على اقتحامها، بينما أخذت المعارضة كافة احتياطاتها وعززت من دفاعاتها. وكانت العمليات العسكرية في المنطقة قد دفعت آلاف السكان لمغادرتها قبل احتدام القتال كما هو متوقع، وقدَّرت مصادر مطلعة عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا منطقة القلمون إلى عرسال بنحو 8 آلاف عائلة. وفي ريف دمشق أيضاً، أفادت شبكة مسار برس بأن الطيران الحربي ألقى 5 براميل متفجرة على مدينة داريا بريف دمشق الغربي، حيث تصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام الجبهة الشرقية من المدينة. وعلى صعيد حلب، صعدت قوات النظام السوري من هجماتها بالبراميل المتفجرة والقصف المدفعي على معظم أنحاء المدينة، وقالت مصادر مطلعة إن قتلى وجرحى سقطوا أمس جراء قصف الطيران الحربي بقنابل عنقودية قرب مخيم النيرب في ريف حلب. وأضافت أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على المنطقة الشرقية من حي مساكن هنانو بمدينة حلب، مما تسبب في دمار كبير في المباني السكنية. كما استهدفت نفس الغارات تجمعات سكنية قرب مبنى البريد وحي الإنذارات. وتشهد المدينة للشهر الثاني على التوالي حملة قصف وإلقاء للبراميل المتفجرة هي الأشد من نوعها. وفي ريف حلب، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اندلاع معارك بين كتائب المعارضة وقوات النظام في المنطقة الصناعية بالشيخ نجار والنقارين قرب حلب، وأضاف أن قوات النظام تحاول اقتحام المنطقة الصناعية. وتحدث ناشطون عن تزايد أعداد جثث مجهولة الهوية مع استمرار القصف من قبل قوات النظام السوري على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، مما دفع عدداً من الناشطين إلى التطوع بدفن الجثث بعد توثيقها بطريقة تسمح لذويها بالتعرف عليها مستقبلاً.