تعتزم روسيا استيراد أول كميات من القمح منذ 11 عاما نتيجة للدمار الشديد الذي لحق بالمحاصيل بسبب الحرائق الضخمة في أنحاء البلاد هذا الصيف، فيما توقع محللون أن ترتفع واردات الحبوب الروسية بشكل حاد بعدما أتلفت أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد في أكثر من قرن محاصيلها. وتحتاج روسيا إلى 76 مليون طن من الحبوب سنويا، وقد حصدت العام الماضي 97 مليونا وصدرت نحو 20 مليون طن. غير أنه بعد الحرائق التي لحقت بالغابات، من المتوقع أن يبلغ إجمالى حصاد هذا العام نحو 60 مليون طن. وقال مدير معهد دراسات السوق الزراعية ديمتري ريلكو "نتوقع حاليا أن تبلغ واردات الحبوب المحلية الموسمية 2.2 مليون طن على أقل تقدير." وأضاف سيأتي أغلب الواردات من أوكرانيا وقازاخستان. وقال اندري سيزوف الرئيس التنفيذي لمؤسسة سوف ايكون للتحليلات الزراعية "قد ترتفع الواردات إلى حوالي 1.5 مليون طن من نحو 400 ألف طن هذا العام." ونقلت صحيفة فيدوموستي الروسية عن مصدر مقرب من قيادة وزارة الزراعة أن روسيا قد تستورد خمسة ملايين طن من الحبوب على الأقل هذا العام بعد هذا المحصول الضعيف. وأضاف المصدر أن قرار شراء الحبوب تم اتخاذه بالفعل لكن الحكومة لم تقرر بعد حجم المشتريات. وذكر مصدر ثان رفيع المستوى في وزارة روسية لم تكشف الصحيفة عن هويتها أن هناك مناقشات تجري بشأن واردات. وقال المصدر في مقال نشر أمس "قد يكون هذا ضروريا.. الحكومة تميل إلى هذا الاتجاه.. لكن لم يجر اتخاذ قرار." وأوضح المتحدث باسم وزارة الزراعة أوليج اكسينوف للصحيفة أنه لا تجري مناقشة الاستيراد ولم يجر تحديد موعد لعقد اجتماع بشأن المسألة. وأتلفت موجة الجفاف القاسية في وسط روسيا جانبا كبيرا من محصول هذا العام الذي وصل حتى الآن إلى 40.2 مليون طن. وتشير التوقعات الرسمية إلى أن إجمالي محصول الحبوب سيبلغ ما بين 60 و65 مليون طن لكن بعض المحللين يتوقعون أن يقل عن 60 مليون طن. وبلغ محصول العام الماضي 97 مليون طن وهو ما أسهم في أن يبلغ مخزون الحبوب المرحل من العام الماضي ما بين 21.7 مليون إلى 24 مليون طن بدءا من أول يوليو. وتشير التقديرات إلى أن استهلاك روسيا من الحبوب سنويا يبلغ 78 مليون طن. ونقلت الصحيفة أيضا عن مديرين في شركتين روسيتين رائدتين في تصدير الحبوب لم تذكر اسميهما أن الحكومة تعتزم شراء الحبوب من قازاخستان ودول أخرى مجاورة. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن بلاده التي تحتل المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للقمح في العالم، وتعد من أكبر الدول المصدرة للحبوب، خسرت حوالى ربع محاصيل الحبوب بسبب الجفاف وموجة الحر التي تضرب البلاد منذ يوليو.