تكشفت ل"الوطن" معلومات جديدة حول جهود السلطات السعودية في محاصرة من يثبت دعمهم لنظام الأسد داخل المملكة، التي تأتي امتدادا لجهود إبعاد عدد من الأطباء وأساتذة الجامعات المحسوبين على النظام السوري. وأفادت مصادر مطلعة على هذا الملف، عن رصد أكثر من 176 اسما خلال العام الماضي، من بينهم أطباء وفنيون وحرفيون، تم إبعادهم عن أراضي المملكة، بعد ثبوت امتهانهم النصب والاحتيال على السوريين المعارضين والتواطؤ مع نظام الأسد ضدهم بوسائل متعددة. وتؤكد المصادر أن السوريين المبعدين عن أراضي المملكة، كانوا يعملون في وظائف داخل البلاد منذ سنوات عدة، إلا أنهم جنحوا لمخالفة الأنظمة والتعليمات المعمول بها في الداخل، وذلك عقب لجوئهم إلى مجموعة من الأساليب للوشاية والتآمر على معارضي النظام من المقيمين داخل السعودية، مستغلين في ذلك تبني حملات تبرع نقدية "وهمية" للشعب السوري، لمجرد معرفة المعارضين، وتزويد نظام دمشق بأسمائهم، موضحة أن معدل ما كان يرصد كل 3 أشهر يزيد على ال40 اسما. .. والمالح ل الوطن: طهران تسفك دماءنا العواصم: نزار عبدالباقي، الوكالات اتهم عضو الائتلاف السوري هيثم المالح طهران بالسعي إلى مزيد من إراقة دماء الشعب السوري، عبر دعمها لنظام الأسد، وفق ما صرح به ل"الوطن" أمس. وقدمت المعارضة السورية أمس، وثيقة من 22 بندا توضح رؤيتها لحل الأزمة خلال اجتماع اليوم الثاني من "جنيف2" الذي عقده الإبراهيمي مع وفدي المعارضة والنظام، وتتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية كما جاء في "جنيف 1"، واتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف المسلح وحماية المدنيين. في حين توقع مراقبون حدوث انفراج في التفاوض عبر اللقاء الذي سيجمع اليوم الإبراهيمي بوكيلة الخارجية الأميركية ونائب وزير الخارجية الروسي. فيما يبدو أنه تسريع للجهود الدبلوماسية المتسارعة في "جنيف2"، من خلال محادثات الجولة الثانية الرامية لوضع حد للأزمة السورية، قدَّم الإبراهيمي أمس موعد لقائه مع مبعوثي الولاياتالمتحدةوروسيا إلى اليوم بدلاً من الغد. مما عدَّه مراقبون تعويلا أساسيا من الإبراهيمي على ضغوط سيمارسها المبعوثان على وفدي التفاوض لكسر حالة الجمود التي لا تزال تسيطر على المحادثات. وكان الإبراهيمي قد التقى بالأمس نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، الذي التقى بدوره في وقت لاحق أمس وزير الخارجية السوري ورئيس وفد النظام وليد المعلم في جلسة مغلقة استمرت أكثر من ساعة. ورغم عدم وجود معلومات عما دار في الحوار الذي جرى بين الرجلين، إلا أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن جاتيلوف ربما جاء بتعليمات جديدة إلى الوفد السوري بضرورة إبداء قدر من المرونة، والتجاوب مع أطروحات الإبراهيمي. وكان المسؤول الروسي قد عقد في وقت متأخر ليل أول من أمس اجتماعاً مع وفد الائتلاف السوري، في خطوة هدفت روسيا من ورائها إلى تسريع وتيرة التفاوض. لاسيما بعد تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مؤتمره الصحفي مساء أول من أمس مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولاند، عندما حمَّل الحكومة السورية مسؤولية أي فشل يلحق بمؤتمر جنيف2 "لأنها لم تظهر القدر المطلوب من المسؤولية"، إضافة إلى تهديداته المبطنة بدعم المعارضة المعتدلة. كما وجه أوباما انتقادات إلى موسكو وحذرها من مغبة إعاقة قرار في مجلس الأمن يهدف إلى تسهيل وصول مواد الإغاثة الإنسانية للمناطق المحاصرة. وكانت الجلسات المشتركة بين الوفدين قد تواصلت أمس بحضور الإبراهيمي، إلا أن مواقفهما المتباعدة لا تزال كما هي، حيث يصر وفد النظام بشكل كبير على مناقشة قضية العنف والإرهاب، قبل الانتقال إلى بحث موضوع السلطة الانتقالية. وفي ذات السياق، شن عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم المالح هجوماً عنيفاً على الدول المساندة للنظام السوري، وهي روسيا والصين وإيران، حيث خص الأخيرة باتهامها بأنها سبب استمرار الأزمة السورية، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "لا شك أن روسيا والصين تدعمان النظام السوري سياسياً وعسكرياً، وتمنعان صدور أي قرار من مجلس الأمن لإدانة الأسد. كما أنهما تدفعان النظام إلى سفك المزيد من الدماء. إلا أن إيران بشكل خاص هي سبب استمرار الأزمة السورية، ومسؤولة بالدرجة الأولى عن كل ما حاق بالشعب السوري من قتل وتنكيل وتهجير، لأنها تدعم الأسد سياسياً وعسكرياً وتمده بالمقاتلين على الأرض. ولم تكتف بذلك بل أمرت حزب الله بإرسال مقاتليه إلى سورية للمشاركة في القتال إلى جانب النظام". وأضاف "طهران تتمسك بالنظام الحالي في سورية، ليس رغبة فيه، إنما لإدراكها أنه ينفذ كل مخططاتها في المنطقة، لذلك ستبذل كل ما في وسعها لأجل بقائه واستمراره. بعد أن بذلت في سبيل ذلك عشرات المليارات من الدولارات، إضافة إلى إرسال قادة عسكريين محترفين لإدارة العمليات على الأرض، وهذا ثابت بالأدلة ولا يمكن إنكاره". وعن سير المفاوضات في جنيف 2 وما إذا كان من الممكن تحقيق انفراجة في المفاوضات، أبدى المالح تفاؤله بما سيتم خلال اليومين المقبلين، وقال "أتوقع حدوث اختراق أساسي في المفاوضات التي ستعقد عقب الجمعة المقبل، خاصة بعد لقاء ممثلي الولاياتالمتحدةوروسيا". إلا أنه استدرك بالقول "لا يمكن الوثوق في النظام، ولا الاطمئنان إلى كل تعهداته، فقد جاء إلى جنيف لتحقيق هدف رئيس لا ثاني له، هو إضاعة الوقت. لذلك يلح على ضرورة الانتهاء من مناقشة موضوع الإرهاب أولاً، وكأن هذا هو البند الوحيد الذي نص عليه بيان مؤتمر جنيف1. وبالأمس تقدموا باقتراح غريب يقضي بضرورة توقيع الائتلاف على بيان يشجب العنف والإرهاب ويدين كل الدول الداعمة للمعارضة، وهو ما لم يتردد ممثلو الائتلاف في رفضه على الفور". وكان دبلوماسي غربي متابع للمفاوضات قد قال أمس "يجب أن تكتسب العملية مضموناً ليحدث تبادل حقيقي للآراء". وأضاف "القضية الحقيقية هي ما إذا كان بوسع العملية التعامل مع مشكلة العنف، وأن تصل إلى جذورها بتنفيذ بيان جنيف" في إشارة إلى خارطة الطريق التي اتفقت عليها القوى العالمية في يونيو من العام الماضي، والتي تدعو الجانبين إلى تشكيل كيان حكم انتقالي. ومن المقرر الآن أن يجتمع الإبراهيمي مع وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف اليوم، حيث تم تقديم موعد اللقاء من الغد، في مؤشر على أن الوسيط الدولي يأمل في أن تمارس كل من موسكو وواشنطن ضغوطاً على طرفي الأزمة.