في محاولة لإنقاذ «جنيف 2» من الفشل، تلتئم اليوم في العاصمة السويسرية مباحثات أمريكية روسية بمشاركة الموفد الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي قدم موعد اجتماعه مع مسؤول روسي ومسؤولة أمريكية الى اليوم بدلا من غد. وقال دبلوماسيون ان الابراهيمي اجتمع مع نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الذي أجرى امس محادثات منفصلة مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم. ومن المقرر ان يجتمع الابراهيمي مع وكيلة الخارجية الامريكية ويندي شيرمان وجاتيلوف، اليوم، قبل يوم من الموعد الذي كان محددا من قبل في مؤشر على أنه يأمل في ان تمارس كل من موسكو وواشنطن ضغوطا على الطرفين لتحقيق اختراق في المحادثات التي تراوح مكانها حتى الآن.. وفيما يعتزم الابراهيمي مناقشة قضيتي العنف وتشكيل كيان حكم انتقالي بالتوازي، فإن دمشق تقول انها تود أولا مناقشة الارهاب ثم قضية الانتقال السياسي. وشهد أمس تقديم قدم وفد الائتلاف خلال الجلسة المشتركة مع وفد النظام وثيقة من 22 بندا تتضمن تصوره لعملية انتقال سياسي، من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة تتناول وقف العنف وإصلاح المؤسسات والجيش وصولا الى اجراء انتخابات، من دون ذكر مصير بشار الاسد. وقال عضو المعارضة لؤي صافي في مؤتمر صحفي إن الهيئة الحاكمة الانتقالية ستتحمل مسؤولية وقف العنف، وتكون ممثلة بشخصيات يتم الاتفاق عليها من الطرفين، النظام والمعارضة. واضاف المتحدث باسم وفد الائتلاف منذر اقبيق أنه لا حاجة لذكر ان الاسد ومعاونيه ليسوا جزءا من الهيئة الحاكمة الانتقالية، لان هذه الهيئة تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية التي هي الآن في يد الرئاسة، مؤكدا أن هذا يعني انه لن يكون رئيس بعد ذلك سيكون تحت المحاسبة وليس جزءا من المرحلة الانتقالية. واعتبرت الوثيقة ان اتفاق التسوية السياسية المتوافق عليه بين الطرفين السوريين المشاركين في مؤتمر جنيف الثاني للسلام، يعتبر بمثابة اعلان دستوري مؤقت. وبحسب الوثيقة، ستتخذ الهيئة «الاجراءات المناسبة لتمكين الشعب السوري من تقرير مستقبله، وذلك بمشاركة جميع فئات المجتمع ومكوناته في مؤتمر وطني جامع تعقده بمراقبة منظمات مجتمع دولي دولية ومستقبلية ووفق آليات يتم التوافق عليها». وأشارت الى ان هذه العملية «ستكون شاملة للجميع ومجدية وتنتج عنها مجموعة مبادئ تشكل اساسا يصاغ الدستور الجديد وفقها من قبل الجمعية التأسيسية المنتخبة لاحقا». وستقوم الهيئة باجراء انتخابات هذه الجمعية وفق نظام انتخابي يتم التوافق عليه، يليها «اجراء استفتاء عام على الدستور الجديد الذي تقره الجمعية التأسيسية» تحت مراقبة الاممالمتحدة. وفيما استؤنفت عملية اجلاء المدنيين وادخال المساعدات الى الاحياء المحاصرة في مدينة حمص ، تتواصل العمليات العسكرية في سوريا. من جهتها، اعتبرت الخارجية الروسية أمس، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يشوّه موقف موسكو من الأزمة السورية