بين جنبات أجنحة برنامج "إثراء المعرفة"، تكمن حكايات خلف كواليس لوحات الفنانين والفنانات - المتطوعين في برنامج أرامكو السعودية - المعروضة أمام الزائرين، فعلى مقربة من مركز الشؤون الإعلامية، كانت التشكيلية جمانة بنت صبحي باكير، تحاول أن تشرح لعدد من العوائل التي أقبلت على الجناح، فلسفة ومكونات عدد من اللوحات والقطع الحجرية والخشبية التي تحولت إلى أعمال فنية. "لوحة الخيل" التي توسطت جناح "المعرض التشكيلي"، الذي تشرف عليه باكير كانت محور أسئلة جموع ليست قليلة من الزوار، تدفعهم رمزية اللوحة، إلى السؤال عن دلالات المعاني وأبعادها الجمالية. بل يمكن ملاحظة أن اللوحة تحولت لمنصة للتصوير الفوتوجرافي. باكير التي تجمع إلى ريشة الفنان التشكيلي عمادة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، كانت تتحاشى الدخول في التفاصيل الخلفية للأسباب التي دفعتها لرسم لوحتها مكررة إجابة واحدة: "هناك من يحاول جذب الخيل للماضي، إلا أنه متشبث بحاضره بقوة كبيرة وهائلة للغوص في الواقع بإحساس فني يجسد المعاناة في صورة جمالية". إلا أن "الوطن" طرحت سؤالا عن العاطفة التي تكمن خلف اللوحة، فقالت باكير: بروح تسامت على الآلام، صنعت لوحة جمعت بين السريالية والواقعية، من خلال اللجام الذي يربط الخيل، وحضور الخيل ذاته، بالشكل الطبيعي في إطار واحد. باكير تتشبث ب"لوحة الخيل" كثيراً، وظهر رفضها المتكرر للبيع - رغم الإغراءات الكبيرة التي قدمت لشرائها - وتبرر ذلك بقولها: اللوحة رسمتها من أجل أبنائي الذين قضوا نحبهم في حادث مروري أودى بحياتهم. باكير لا تكتفي بالحديث عن لوحاتها فقط، بل تحتفي كثيراً بلوحات أقرانها الفنانين الذين عرضوا أعمالهم في الجناح التشكيلي، وشرحت التصورات الفنية لأعمال تلوين الصخور والقطع الخشبية. كما تحدثت بشكل فني متخصص عن نمو اتجاه المدرسة التجريدية، ليس فقط لدى الفنانين العرب عموماً، بل في العالم أجمع. وقدمت شرحاً للوحتين يبرز فيهما التأثر بهذه المدرسة. وحول مشاركاتها في المعارض قالت: "إنها تعرض أعمالهما كثيراً في نيويورك وباريس ولندن، إضافة إلى اغتنام فرص المشاركة في المعارض المحلية وورش العمل، لا سيما تلك الموجهة لفئة الأطفال والعائلات". وبالعودة إلى "لوحة الخيل" تصر باكير في اللحظات الأخيرة على أن اللوحة "ليست للبيع أبداً"، ورغم ذلك يزداد الطلب عليها، حينا بعد آخر، وترتفع قيمتها. ولا يعلم متذوقو اللوحات إن كانت مطرقة مدير إحدى المزادات الفنية ستدق ثلاث مرات لتعلن بيع اللوحة بمبلغ معتبر في صالة كريستي العالمية يوماً ما.