رغم تسجيل 43 هزة أرضية بجازان خلال الأسبوع الماضي إلا أنه لم يتأثر أحد من السكان ولم يتم تسجيل أي خسائر مادية، إلى جانب أنه لم ينتج عن الهزات أي صدوع أرضية، إلا أن ما أثار الرعب بين السكان هي الشائعات التي كانت السبب الوحيد لإثارة الخوف والهلع بين المواطنين والمقيمين. وفي الوقت ذاته، طمأنت هيئة المساحة الجيولوجية السكان بأن النشاط الزلزالى بدأ ينحصر، وطالب الخبراء الجيولوجيون بضرورة التعايش مع الهزات الأرضية وذلك بتطبيق "كود" البناء المخصص لمقاومة الزلازل ونشر التوعية بكيفية التعامل مع الهزات الأرضية وقت حدوثها. استطلاع "الوطن" استطلعت رأي عدد من السكان في 5 محافظات بجازان وهي بيش وضمد وصبيا وأبوعريش وبني مالك حول مدى تأثرهم بالهزات الأرضية، حيث اتفقوا على أنهم لم يتأثروا بالهزات الأرضية التي تم تسجيلها وكان الشيء الوحيد الذي أثار الرعب والخوف لديهم هو انتشار الشائعات بشكل سريع عن أضرار مصطنعة عن الهزات وانفجار براكين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيما أكد 56% من أفراد عينة الاستطلاع أنهم لم يشعروا بحدوث الهزات الأرضية، مطالبين بضرورة سرعة التصريح بمعلومات وبيانات الزلازل من الجهات المختصة ونشر التوعية بكيفية التعامل والتعايش مع الهزات الأرضية. زلزال الشائعات من جهته، أكد ل"الوطن" مدير المركز الوطني للزلازل المهندس هاني زهران بأن تأثير الشائعات على المواطنين والمقيمين بجازان والمناطق المجاورة كان أكثر بكثير من تأثير الهزات الأرضية ال43 التي تم تسجيلها بجازان، مبينا أنه لم يتم تسجيل أي تأثير أو خسائر أو تصدعات أرضية ناتجة عن الهزات. ونفى زهران أن يكون تأخر هيئة المساحة الجيولوجية في إصدار بيانات الهزات الأرضية سببا في انتشار شائعات الزلازل والبراكين التي تسببت في هلع المواطنين، مؤكدا أن الهيئة تصدر البيانات أولاً بأول وليس لديها ما تخفيه عن المواطنين. وبين أن سبب انتشار الشائعات بعد الهزات الأرضية هو أن مصدر معلومات المواطنين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتصريحات غير المسؤولين في وسائل الإعلام الذين ليس لهم غرض سوى حب الظهور، مضيفا أن جميع المناطق على ساحل البحر الأحمر معرضة للزلازل وهذا شيء طبيعي وغير مقلق ولكن ما يجب عمله الآن هو كيفية التعايش مع الهزات في حال حدوثها وذلك بتطبيق مبدأ الوقاية عن طريق تطبيق اشتراطات "كود" البناء المقاوم للزلازل، ونشر التوعية لدى السكان بكيفية التعامل والتصرف وقت وقوع الهزات الأرضية. وأكد زهران أن معظم الإصابات التي تم تسجيلها خارجيا لا تكون بسبب الهزات ذاتها، بل بسبب سوء التصرف وقت وقوع الهزات مثل الهلع والتدافع والاختناقات. المعالجة الآلية هذا وتستخدم هيئة المساحة الجيولوجية حزمة برامج "هيدرا" للتحليل الزلزالي التي تقوم بحفظ آخر 500 حدث زلزالي، ويقوم البرنامج بتحديد والتقاط وصول الموجات الزلزالية تلقائيا، بالرغم من إمكانية إجراء ذلك يدويا إذا لزم الأمر، ثم يتم تحديد وقت ومكان الزلزال، في غضون دقائق قليلة من استلام البيانات. استعدادات بلدية وأوضح رئيس بلدية الدرب المهندس سلمان الفيفي أن هناك توجيهات عاجلة من وزارة الشؤون البلدية والقروية بضرورة الاستعداد والتأهب بالمعدات والآليات للتدخل السريع في حالة ورود بلاغ إثر التردد الناتج عن الهزات الأرضية، منوها بضرورة مطابقة المباني المرخصة للبناء للمواصفات السعودية وأن تكون مقاومة للزلازل. من جهته، أكد رئيس بلدية أبوعريش محمد مسفر القحطاني تطبيقهم لكود البناء والاشتراطات العمرانية، موضحا ورود تعاميم من وزارة البلدية والقروية جرى تعميدها على المكاتب الهندسية لضرورة ختم اللوحات الإنشائية لمقاومة الزلازل، لافتا إلى عدم قبولهم لأي مخطط بنائي أو عمراني إلا بختم يثبت أن التصميم مقاوم للزلازل من قبل المكاتب الهندسية خاصة. تأهب صحي وبين مدير إدارة الطوارئ بصحة جازان الدكتور علي الحازمي أن مدير عام صحة المنطقة الدكتور مبارك العسيرى أصدر عددا من التوجيهات بعد وقوع الهزات الأرضية أخيرا منها: رفع درجة التأهب بجميع المرافق الصحية إلى درجة تقترب من الإنذار الأصفر والحد من الإجازات ما أمكن، وإعادة جدولة الفرق الطبية الميدانية، وتطبيق خطط الطوارئ والإخلاء الخاصة بالمستشفيات بما يلائم الحدث، وعدم تنويم الحالات التي من الممكن أن تكمل علاجها بالمنزل ما أمكن. وأضاف الحازمي أنهم لو اضطروا لإعلان الإنذار الأصفر سيخلى ما نسبته 10 إلى 25% من المنومين في المستشفيات إلى منازلهم. خطط ل"المدارس" إلى ذلك، ناقش مدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة جازان محمد مهدي الحارثي عددا من النقاط المتعلقة بعمل لجنة الطوارئ، جاء من أهمها ضرورة استكمال بيانات منسقي ومنسقات الأمن والسلامة في عموم مدارس منطقة جازان للقيام بدورهم التوعوي في مثل هذه الحالات الطارئة وفق ما يرد إليهم من توصيات وتعليمات من الجهات المختصة بعد التنسيق مع إدارة الأمن والسلامة المدرسية. وشدد الحارثي على ضرورة إنشاء غرفة طوارئ وخط ساخن بالإدارة العامة لطمأنة أولياء أمور الطلاب والطالبات ضد الشائعات عن الهزات الأرضية والزلازل وتوعيتهم في هذا الجانب، إضافة إلى تلقي أي بلاغات من المدارس حال وجود أي طارئ يستدعي القيام بإجراءات معينة. تاريخ هزات جازان وكانت منطقة جازان قد سجلت حدوث عدد من الهزات خلال ال30 سنة الماضية، كانت من بينها هزتان خفيفتان عام 2006 بمحافظة الدرب بقوة 2-3 درجات وهزة خفيفة ضربت محافظتي الداير وبني مالك عام 2008 وهزة أرضية بقوة 3 درجات بمحافظة العارضة عام 2008، وهزتان أرضية بمحافظة أبوعريش عام 2009 بقوة 3.5 درجات، وهزة أرضية شمال شرقي جازان بقوة 3.7 درجات، وهزات أرضية بقوة 3.7 عام 2014.