لقيت التصرفات غير المسؤولة التي قام بها وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم وأعضاء وفده انتقادات حادة من عدد من المشاركين؛ وكان "المعلم" قد تعمد خرق البروتوكول الرسمي، وتجاوز الوقت المحدد لكلمته، ولم يكتف بذلك، بل تجاهل تنبيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي اضطر إلى قرع الجرس لتنبيه وزير خارجية النظام بأن الوقت المحدد له قد انتهى. كما كان لافتا للنظر تأييد أعضاء الوفد الرسمي لرئيسهم، عبر الضحك والابتسامات التي لم تكن لها مناسبة. كما أن لغة الخطاب التي استخدمها "المعلم" في كلمته، والتصعيد غير المبرر، وتهجمه على المعارضة وعلى بعض المشاركين في المؤتمر، كانت محل استنكار من الحاضرين، الذين أشار بعضهم إلى أن الهدف من المؤتمر هو البحث عن حلول، وليس زيادة شقة الخلاف بين الجانبين. وكانت الخارجية الأميركية قد انتقدت بشدة "الخطاب التصعيدي" لوفد النظام. وقالت المتحدثة باسمها جين بساكي "بدلا من تحديد رؤية إيجابية لمستقبل سورية متعددة، تضم كل الأطراف وتحترم حقوق الجميع، فضل النظام السوري إلقاء خطاب تصعيدي". وأضافت "الواقع أن الظروف المدمرة التي خلقها النظام على الأرض لن تتغير عبر كلمات غير دقيقة، ستتغير فقط عبر تطبيق بيان جنيف1، بما يشمل تشكيل حكومة انتقالية وقيام النظام بخطوات حقيقية وملموسة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل إضافي، وتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون بسبب النزاع". وكان وزير الخارجية الأميركي قد أعلن في كلمته أمام المؤتمر، أن الأسد لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم". بدوره، ندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمام الصحفيين بما وصفه "المهاترات الطويلة والعدائية" لرئيس الوفد الحكومي وليد المعلم في مؤتمر السلام في مونترو"، وقارن فابيوس تصريحات المعلم بموقف رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا، الذي قال إنه كان "موقفا مسؤولا وديموقراطيا". وكان الجربا قد رفض الانسياق وراء محاولات المعلم للدخول في مهاترات غير مسؤولة، لإدراكه أن الهدف من هذه المحاولات هو إضفاء جو من التوتر والقلق، وبالتالي إفشال المؤتمر، وهو ما يعني استمرار الوضع على ما هو عليه وإطالة عمر النظام. وقد وجد موقف الجربا إشادة كبيرة من الوفود التي حضرت الجلسة الافتتاحية.