قتل اثنان من رجال القبائل بعد اندلاع اشتباكات وقعت بينهم وجماعة الحوثيين في منطقة دنان بمحافظة صعدة، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، في وقت أكد فيه رئيس اللجنة الرئاسية لتطبيع الأوضاع في منطقة دماج أن الحوثيين يمتنعون عن تسليم النقاط التي يتمركزون فيها إلى الجيش بعد انتشار الأخير في مناطق دماج كافة. وأكدت مصادر محلية في صعدة أن اثنين من رجال القبائل المنتمين إلى قبيلة حاشد قتلا فيما أصيب عدد آخر برصاص مسلحي الحوثي في منطقة دنان، وأن ذلك يعتبر خرقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أيام في إطار حل المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج، بخاصة البند الثالث الذي يقضي بانسحاب جماعة الحوثي من الأراضي التي تم دخولها في حاشد. وكانت مواجهات عنيفة دارت مساء أول من أمس الأول في منطقة دنان بعدما حاولت جماعة الحوثي الاستيلاء على جبل مصرخ في الدنان الذي لم تتمكن من الاستيلاء عليه بفضل المقاومة الشديدة من قبل مسلحي حاشد، حسب المصدر ذاته. من جهته اتهم رئيس لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بحل النزاع في دماج جماعة الحوثيين المسلحة بالتراجع عن وعودها بالسماح لقوات الجيش بالانتشار في مواقعها بمحيط بلدة دماج بمحافظة صعدة أمس الأحد بعد تعثر تنفيذ الخطة العسكرية لأيام. وقال يحيى منصور أبو إصبع إن الخطة العسكرية كانت تقضي بانتشار الجيش في مواقع السلفيين والحوثيين، مشيراً إلى أن الجيش انتشر الأسبوع الماضي في مواقع السلفيين الذين غادر معظمهم البلدة، لكنه لم يتمكن من استلام المواقع التي كانت تقع تحت أيدي الحوثيين، بخاصة في الصمعات والأحراش والجميمة. وقال أبو إصبع إن الحوثيين تراجعوا عن وعودهم بشأن اتفاق تسليم مواقعهم للجيش ويتمترسون في مواجهة الجيش ومنعه من الانتشار، وأن الوضع على وشك الانفجار بين الجانبين. في غضون ذلك تواصلت المواجهات المسلحة بين قوات الجيش والمقاومة الجنوبية المسلحة التي أعلنت عن نفسها في بيان بثته قناة "عدن لايف" التابعة لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض. وكان ما وصف بالبيان رقم ( 1 ) قد قال إن المقاومة الجنوبية شنت هجوماً كاسحاً استهدف المواقع العسكرية التابعة للواء 33 مدرع والمتمركز في الضالع ومعسكر قوات الأمن الخاصة، ومثل استجابةً للغضب الشعبي العارم ضد الجرائم التي اُرتكبت ضد أبناء الضالع. وزعم البيان عن تمكن المقاومة الجنوبية من السيطرة على موقعي المظلوم والخربة في الضالع التابعين للجيش والاستيلاء على عتاد عسكري وأسر جندي، وشن عملية عسكرية والاستيلاء على طقم عسكري تابع للجيش ومقتل أربعة من الجنود والاستيلاء على بعض الأسلحة في منطقة الراحة بمحافظة لحج. في تعز اغتيل ضابط شرطة أمس على يد مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، وقالت مصادر محلية بالمدينة إن مدير قسم شرطة بمنطقة الرعينة الضابط عبدالغني التركماني، كان يستقل سيارته وسط المدينة حينما أطلق المسلحان النار عليه ولاذا بالفرار. وفي العاصمة صنعاء فرقت قوات الأمن مسيرة للمئات من المؤيدين لعودة النظام السابق والذين خرجوا أمس للمرة الثانية خلال أسبوع للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها محمد سالم باسندوة، وجاءت ترجمة للمبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة في البلاد. وتجمع العشرات من المتظاهرين في منطقة باب اليمن صباحاً قبل أن ينطلقوا إلى مقربة من منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، وهم يرفعون مطالب تنادي بإسقاط الحكومة، إلا أن قوات الأمن قامت بتفريقهم قبل أن يصلوا إلى المكان الذي يقصدونه. سياسياً جدد الرئيس هادي تأييده لخيار الأقاليم الذي سيأخذ به مؤتمر الحوار الوطني كشكل للدولة الاتحادية المقبلة، وقال في لقاء له مع عدد من الأكاديميين من محافظات شبوة، حضرموت، المهرة وسقطرى إن النظام الاتحادي على المستوى العالمي القريب والبعيد يعد من أفضل النماذج للتطور والنجاح والنهوض بالوطن تحت راية الوحدة والديمقراطية. وأشار هادي لأول مرة إلى أن الأقاليم ستكون موزعة على أساس من الترتيب العلمي الحديث والتمازج الاجتماعي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تسوده المفاهيم الحديثة وتذوب فيه الطائفية والمذهبية والتصرفات العنصرية. واعتبر أن نظام الإقليم سيكون مجففاً للفساد لأن العمل الإداري والإشرافي يمضي عن قرب والجميع متعارفون يستطيعون متابعة كل شيء وتثبيت الأمن وملاحقة الإرهاب بصورة أكثر اقتدارا.