غادر زعيم جماعة السلفيين في منطقة دماج الشيخ يحيى الحجوري المنطقة مساء الثلاثاء برفقة عدد من قيادات معهد دار الحديث السلفي بعد ايام من التوصل الى وقف اطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين مقابل مغادرة السلفيين من غير سكان دماج الأصليين للمنطقة. وقال يحيى منصور ابو اصبع رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بوقف القتال في دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن ل "الرياض" إن اربع مروحيات عسكرية وصلت الى دماج، ونقلت الحجوري و60 من معاونيه وقيادات معهد دار الحديث السلفي الى صنعاء حيث من المقرر ان يلتقوا الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل نقلهم إلى محافظة الحديدة غرب اليمن. وأضاف ان اللواء عبدالقادر هلال امين العاصمة ورئيس لجنة متابعة تنفيذ وقف اطلاق النار رافق الحجوري ومن معه. واكد ابو اصبع ان ما بين 4000-7000 من السلفيين من غير ابناء دماج وحتى بعض من سكان دماج وشيوخها الذين قاتلوا ضد الحوثيين ويخشون الانتقام سوف يغادرون دماج. وأشار أبو اصبع ان سكان دماج الأصليين وهم كثيرون سيبقون في المنطقة بعد الحصول على تعهد من زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بعدم التعرض لهم. وقال ابو اصبع إن اول فوج من السلفيين المرحلين من دماج بدأ امس بالتحرك على متن قرابة 150 سيارة الى محافظة الحديدة التي اختارها الحجوري مقراً جديداً له ولمن أراد من طلابه وأتباعه بعد قرابة ثلاثة أشهر من الحصار والمواجهات مع مسلحي الحوثي اسفرت – حسب السلفيين- عن 210 قتلى في صفوف السلفيين ومئات الجرحى فيما لم يعلن الحوثي عن أعداد الضحايا في صفوف مقاتليه. ويدير الحجوري معهد دار الحديث للعلوم الشرعية الذي أسسه الشيخ مقبل الوادعي في دماج قبل ثلاثة عقود ويدرس فيها آلاف من الطلاب اليمنيين والأجانب. وبدأت المواجهات في دماج عندما اتهم الحوثيون السلفيون بجلب مقاتلين أجانب بينما رد السلفيون بالنفي وأكدوا أن الأجانب الموجودين في دماج طلاب جاءوا لتلقي العلم. وكان اتفاق وقف اطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين في دماج اعلن الأربعاء الماضي، بعد نجاح لجان رئاسية في ايقاف القتال في جبهات اخرى. ونصت وثيقة اتفاق وقف اطلاق النار على مغادرة السلفيين دماج وانتقالهم الى محافظة الحديدة، وعلى ضرورة عودة الطلبة الأجانب الى بلادهم. كما بدأ الجيش بالانتشار في المنطقة وتسلم النقاط التي كان يسيطر عليها المسلحين من الطرفين. لكن ابو اصبع قال إن الجيش تسلم معظم المواقع التي كان يسيطر عليها السلفيون، فيما انسحب الحوثيون فقط من مواقع التماس. وأضاف: "خطة انتشار الجيش في دماج لم تتم بعد". هذا ونفت وزارة الدفاع اليمنية الأنباء عن تسلم القوات المسلحة للمواقع من الحوثيين في دماج والتمركز فيها. وقال مصدر عسكري في تصريح نشرة على موقع الوزارة "إنه لم تدخل إلا قوة الفصل بين السلفيين والحوثيين الى وادي دماج حيث استلمت أمس موقع البراقة والمشرحة من أصحاب دماج فقط". هذا ولقيت عملية تهجير السلفيين من دماج انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والشعبية اليمنية. فقد دان حزب الرشاد اليمني السلفي ما اسماها عمليات التهجير القسري الجماعي لأهالي دماج والطلاب الدارسين في دار الحديث على أساس طائفي عنصري. وقال في بيان له "لقد تفاجأ الرشاد كغيره بظهور الدولة بمظهر العاجز عن ردع المعتدي، والسكوت عن جرائمه طيلة الوقت، ثم الإقرار أخيراً بتهجير آلاف الضحايا من دماج بدلاً من حمايتهم وبسط سيادة الدولة على التراب اليمني ونزع أسلحة المليشيات التابعة لجماعة الحوثي".