ترك رحيل الفنان التشكيلي حسن محمد عسيري، الأحد الماضي، بعد معاناة مع المرض، غصة حارقة في حلق الوسط التشكيلي، بعد أن شغل الراحل منصب رئيس لجنة الفنون التشكيلية بفرع جمعية الثقافة بأبها لأكثر من عشرين عاما، كما كان عضوا بلجنة الفنون المنبثقة من لجنة التنشيط السياحي بعسير. العسيري المولود في الطائف عام 1378/ 1958، التحق بمعهد التربية الفنية في الرياض عام 1399، وبعد تخرجه عمل معلما للتربية الفنية بالمتوسطة الأولى في أبها، وهو من فناني منطقة عسير الذين انتهجوا الاتجاه التأثيري في الفن وفق ممارسات تحيل ضربات الفرشاة إلى ملامس بارزة، وتركيز واضح على الظل والنور والمنظور، كما تمتاز نصوصه البصرية باستحضار العمارة التقليدية والبيئة العسيرية وتأثر واضح بالزخارف الشعبية في تجاربه الأخيرة. صنفه الدكتور محمد الرصيص، في كتابه ضمن الجيل الثاني من فناني المملكة، الذين بدأ إنتاجهم التشكيلي يظهر ويعرض للجمهور من أوائل السبعينات وما بعدها، بالتزامن مع الطفرة الاقتصادية الأولى، التي مرت بها المملكة، ويمثل هذا الجيل في الوقت الحاضر العدد الأكبر من الفنانين السعوديين المعروفين على الساحة التشكيلية، الذين تلقوا دراساتهم التخصصية بمعهد التربية الفنية في الرياض. أما رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "سابقا" الفنان عبدالرحمن السليمان، فيقول في قراءة لأعماله بأنها تأثرت بالمحيط وبالبيئة العسيرية وما يميزها من تضاريس ومعمار وطبيعة، فالمكان عند العسيري غالبا هو المحرض على الممارسة، والذي يؤكد على الحفاظ على سمات اللوحة المحاكية وبمحاولات تعبيرية في بعض الأحيان. بينما يقول رفيق دربه الفنان عبدالله الشلتي، بأنه درسه خلال المرحلة المتوسطة، وأظهر تميزا ومثابرة في دروس التربية الفنية في ذلك الوقت، كما عُرف بعد تخرجه من معهد التربية الفنية بنشاطه وحبه للفن التشكيلي وحماس منقطع النظير تجاه المعارض وتنظيمها خدمة لزملائه سواء في جمعية الثقافة والفنون أو في قرية المفتاحة بأبها، ويضيف الشلتي بأن العسيري له الكثير من الأعمال التشكيلية والجداريات التي تؤكد فنه وفق أسلوب يميزه عن الآخرين، وأنه في الآونة الأخير آثر التحفظ عن الإبداع والمشاركة في المعارض التشكيلية. العسيري أعد وأشرف على الكثير من المعارض التشكيلية، منها: معرض اليوم الوطني في ألمانيا، والإعداد والتنظيم لمعرض الترايدينت الأول، وقدم عددا من الدورات التشكيلية للمواهب في المنطقة. كما شارك في كثير من المعارض والمسابقات التشكيلية، منها: معارض معهد التربية الفنية، ومعارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومعرض الربيع التشكيلي بجمعية أبها، ومعرض رواد المرسم ، ومسابقة أبها الثقافية، ومعرض المقتنيات الأول، ومعظم معارض المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، والمعرض المشترك "السعودي البحريني" بمناسبة افتتاح جسر الملك فهد، والمعرض المشترك في السودان، ومعرض افتتاح قرية المفتاحة بأبها، ومعرض المملكة في الولاياتالمتحدة الأميركية، إلى جانب معارض خيرية كثيرة كانت مخصصة للمعوقين والأفغان، وأصدقاء المرضى؛ نتج عن هذه المشاركات حصوله على عدد من الجوائز، منها: جائزة أبها الثقافية للتصوير التشكيلي والتصوير الضوئي، وعدد من الجوائز وشهادات التقدير. إلى جانب أن له عددا من المقتنيات في بعض الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، منها: الديوان الملكي في الرياض، ومدينة الأمير سلطان الرياضية بأبها، والساحة الشعبية بمدينة أبها، وإدارة التعليم بأبها.