يشهد مهرجان الزيتون بالجوف خطوات متسارعة نحو العالمية، ففي كل دورة يشهد المهرجان نقلة كبيرة على مستوى التنظيم والحضور بمهرجانات المملكة حتى أصبح علامة فارقة ومميزة لمنطقة الجوف، التي أطلق عليها "أرض الزيتون". وفي الدورة السابعة، شهد المهرجان نقلة نوعية بشكل لافت على مستوى التنظيم والتسويق، وفقا لما أكده رئيس اللجنة العليا للمهرجان المهندس عجب القحطاني، مشيرا إلى أنهم يسعون جاهدين للوصول للعالمية. وأضاف أن زيتون الجوف حقق أرقاما عالمية في الإنتاج. في عام 1428، تشرفت زيتونة الجوف بسقيا من يدي الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فكان ذلك نقطة تحول للمنتج السعودي عالي الجودة، بعد أن بات 20 عاماً يفتقد الطريق الصحيح، وفي العام ذاته شهدت الجوف ولادة حصانها الأسود "مهرجان الزيتون" لينقل زيتون الجوف صاحب الأرقام العالمية لمرحلة جديدة ومختلفة، ويمنحه الثقة العليا من المستهلك والمستثمر، ومع كل دورة تسجل الجوف أرقاماً جديدة في النجاح لهذه الشجرة المباركة. وأكد الباحثون وجود أغصان متحجرة للزيتون بالجوف تعود لآلاف السنين. أما قصة الزيتون الحديثة بالجوف فتعود للمزارع عايض الواكد عام 1392 عندما زار الأردن. ويقول ابنه عبدالله إنه اقترح عليه أصدقاؤه أن يقوم بأخذ شتلات الزيتون وزراعتها بالجوف، وبالفعل أخذ الشتلات وزرعها وبعد اكتساب خبرات من أصدقائه بالأردن، نجحت الزراعة وأنتجت الشجرة بعد 3 سنوات، وأصبح محصوله يعصر بالأردن لمدة 10 سنوات. وحسب إحصائيات زراعة الجوف فقد بدأت زراعة الزيتون في المنطقة بكثافة عام 1408، واليوم وصل عدد أشجار الزيتون إلى 15 مليون شجرة. زيت الجوف والعالمية تمتلك الجوف أرقاما تنافس بها العالم في الزيتون وزيت الزيتون بداية من عدد الأشجار التي بلغت 15 مليون شجرة ووصولاً بكمية الإنتاج السنوي إلى 55 ألف طن من زيت الزيتون و70 ألف طن من زيتون المائدة، وفقا لما ذكره القحطاني. كما أن الجوف هي المزرعة الأكبر على مستوى العالم في زراعة الزيتون العضوي، وتمتلك أكبر مصنع لزيت الزيتون بالشرق الأوسط. وحصل زيت الجوف على أكثر من جائزة عالمية على مدار سنوات بدأت قبل 10 أعوام في الصين، حيث حصل زيت شركة الوطنية بالجوف على جائزة أفضل زيت زيتون بكر في أندريا بإيطاليا بتاريخ 26/4/2002 ويطلق عليها جائزة "BIOL" وسط منافسة 120 شركة. كما حصلت شركة نادك على نفس الجائزة عام 2001. ومن جوائز زيتون الجوف العالمية تم اختيار شركة نادك بالجوف ضمن أفضل 20 شركة عالمية متخصصة في إنتاج زيت الزيتون العضوي في المسابقة الدولية لزيت الزيتون عام 2009 في العاصمة الصينيةبكين بعد منافسة مع 100 شركة على مستوى العالم. كما شاركت نادك بزيت الجوف العضوي في معرض بايوفاخ على 2010 في ألمانيا، وحصلت على جائزة الإنتاج العضوي "ECOCERT-IFOA"، كما حصلت شركة الجوف على شهادة الأيزو 22000 الخاصة بسلامة الغذاء، وحصل زيتها على شهادة من أحد المراكز المتخصصة بالزراعات العضوية "COAE". ونال زيت الجوف المركز السادس عالمياً في مسابقة ألمانية عام 2008، فيما حصلت عدد من الشركات على شهادات الأيزو للأمن الغذائي. جودة عالية إلى ذلك، أوضح كبير الخبراء الفنيين بوحدة الزيتون بمركز أبحاث الإبل والمراعي بالجوف الدكتور الهاشمي المهري، أن العوامل المناخية في المناطق المشابهة لمناخ البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط من أبرز العوامل المساعدة على إنبات الزيتون وإنتاجه. كما يجود إنتاجه في المناطق الواقعة على خطي العرض 30 و45 في القسم الشمالي للكرة الأرضية. وقال إن منطقة الجوف ومدينة سكاكا تعدان مناخاً ملائماً لشجرة الزيتون إذا ما توفرت المياه والتربة الحية. وبين أن كل زيتون يمتلك صفة خاصة وميزة يمتاز بها، ويتفوق زيتون الجوف على مماثله من الإنتاج العالمي لامتيازه ببيئة مميزة، كما أكدت الأبحاث المخبرية. وفي كل عام يتم تحليل زيت المشاركين بالمعرض من المزارعين للمشاركة في مسابقة الأمير فهد بن بدر للزيتون، وتظهر جميع النتائج نخب أول. شجرة مباركة شجرة الزيتون شجرة مباركة فبالرغم من الإعداد الكبيرة بالجوف إلا أنها لا تهدد المياه. ويقول الدكتور المهري عن إنبات الزيتون بالجوف وسط معاناة المنطقة من شح المياه: إن شجرة الزيتون تحتاج لنسبة قليلة من المياه مقارنة بالأشجار الأخرى وهي الشجرة المنبتة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، مبيناً أنها من أكثر الغراسات التي تتحمل الجفاف ونسبة الملوحة بعد النخلة. كما أوضح أن الزيتون لا يحبذ الماء الكثير في الري، وأن أفضل الطرق المتبعة هي الري بالتنقيط، وأن جدولة الري السليمة والعلمية بمعنى إعطاء الماء عند الاحتياج اللازم للشجرة تحقق إنتاجا وفيراً للزيتون وجودة عالية للثمار. تطوير مستمر وعن تطوير أبحاث الزيتون وزراعته وإنتاجه، أوضح أن هناك مشروعا لتطوير قطاع الزيتون بالمملكة عموماً أقامته وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، يهدف إلى نشر الأصناف المميزة والملائمة للمنطقة. كما يهدف المشروع إلى الحصول على شتلات مميزة وإنتاجها بطرق سليمة وتوزيعها على المزارعين، وترشيد الري والقيام بحقول إرشادية للمزارعين. كما يقدم البرنامج دورات تدريبية للمزارعين في كل ما يخص إنتاج وزراعة الزيتون وتحسين جودة زيت الزيتون المنتج.