تُعدُّ منطقة الجوف صاحبة المركز الأول على مستوى مناطق المملكة اهتمامًا وإنتاجًا لزيت الزيتون، وتسوق المنطقة إنتاجها السنوي داخلها وبعض دول أوروبا والدول العربيَّة، حتَّى استطاعت منطقة الجوف أن تصدر زيت الزيتون لدول العالم التي سبقتها بعشرات السنين بإنتاج الزيتون، بل وتربعت على المركز السادس على مستوى العالم بجودة الزيت في مسابقة ألمانية عام 2008م، كما تحتضن 14 مليون شجرة زيتون وهو رقم ينافس على مستوى العالم، بالإضافة إلى احتضانها أكبر مزرعة زيتون عضوي بالعالم، وأكبر مجمع صناعي على مستوى الشرق الأوسط لزيت الزيتون، وقد تجاوزت صادراتها من المملكة إلى دول الخليج والعالم العربي والدول الأوروبيَّة حتَّى أصبح زيت زيتون الجوف مطلبًا ملحًّا على الموائد في كلِّ مكان ويتميز بجودة عالية. ومن المتوقع أن يشهد مهرجان الزيتون السادس لهذا العام إقبالاً ورواجًا كبيرين للأسباب الآنفة الذكر، ولوقوعه في عطلة منتصف العام الدراسي، ليكون مهرجان الزيتون السادس بالجوف وجهة سياحيَّة اقتصاديَّة لأبناء المملكة ودول الخليج، ويمتاز زيت الزيتون الجوفي بخلوه من الأسمدة المركبة والهرمونات، حيث تعتمد الشركات والمزارعون على الأسمدة الطبيعيَّة، كما أن الزيت هو ناتجٌ لعصرة واحدة فقط. وأكَّدت أشجار الزيتون المتحجرة التي وجدت في عدد من الأماكن بالجوف أن الجوف عرفت هذه الشجرة المباركة منذ عصور قديمة وقد أكَّد علماء الآثار أن الأشجار التي وجدت متحجرة تعود إلى ملايين السنين مما يؤكِّد توافق هذه الشجرة مع الطّبيعة المناخية والتربة والمياه في أرض الجوف، ولذلك ولكون الجوف تحتفظ بهذا التاريخ الطويل لشجرة الزيتون فكان من الطّبيعي أن تعود زراعة الزيتون في مزارع الجوف من منطلق التأكيد على نشأته القديمة. ومن هذا المنطلق كان لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف، نظرة اقتصاديَّة ثاقبة، في تنمية اقتصاد منطقة الجوف، وتسويق إنتاج مزارعي الجوف من هذه الشجرة المباركة، حيث وجَّه سموه في إقامة مهرجان الزيتون في ذي القعدة من عام 1428ه، ثمَّ وجَّه بعد نجاحه في معرضه الأول بإقامة كل عام ليكون رافدًا قويًّا لاقتصاد منطقة الجوف، حتَّى أصبح أصحاب المزارع يسوّقون إنتاجهم دون مشقة، من خلال مهرجان الزيتون، الذي يزوره الكثير من دول الخليج والدول العربيَّة لشراء الزيت بكميات كبيرة. وأصبحت شجرة الزيتون بمنطقة الجوف، تشهد تزايدًا بِشَكلٍّ كبيرٍ لوجود المسوق والسوق، ويُتوقَّع أن تصل خلال الأعوام القادمة إلى 20 مليون شجرة، فيما يبلغ الإنتاج الحالي للجوف 50 ألف طن من الزيت و80 ألف طن من زيتون المائدة. وعن بداية زراعة الزيتون وإنتاجه وعصره بمنطقة الجوف، قال المواطن عبد الله بن عايض الواكد: إنّه بدأ ووالده -رحمه الله- الزراعة في عام 1392ه بألف شتلة مستوردة من الأردن، وكانت الزراعة صعبة في تلك الأيام لعدم توفر الأيدي العاملة. وأضاف: أنتجنا الزيتون أوَّل مرَّة عام 1395ه، وعن فكرة زراعة الزيتون بالجوف قال: إنهّا جاءت من والدي بعد أن كنَّا نستورد المواد الغذائيَّة من الأردن وجاءت الفكرة لاستيراد الزيتون بعد أن نصحنا الأردنيين بتجربة ذلك لتقارب الظروف المناخية بين الجوف ومنطقتهم، وزرعنا على طريقة الأردنيين وتعدَّدت التجارب في الري حتَّى وصلنا لتجربة ناجحة تختلف عنهم، ثمَّ انتشرت فكرة زراعة الزيتون بالجوف من قبل مزارعين آخرين، لافتًا إلى أن أعدادًا كبيرة من المزارعين استفادوا من التجربة، وكان أمير الجوف وقتها الأمير عبد الرحمن السديري الذي اجتمع بوالدي وتحدث معه عن التجربة وشكره لنقلها.