من المثير حقاً ، أن نجد دراساً يعكف على سرد "سلبيات" الجامعة التي كان يدرس بها قبل ابتعاثه للدراسة في الخارج، ويصورها بأنها "خالية تماماً" من الإيجابيات! لا يخفى على أحد أن من أهم أهداف الابتعاث، هو الدراسة في بلدان وجامعات متطورة، وإلا فلا داعي للعناء ومشقة السفر والغربة، ومن المؤكد أن خادم الحرمين الشريفين حينما أنشأ هذا البرنامج العملاق لتنمية العقل والمهارات والقدرات البشرية، كانت لديه نظرة مستقبلية، ورؤية استراتيجية ستنعكس على التعليم العالي في المملكة، من خلال إحلال منتجات هذا البرنامج كأعضاء هيئة تدريس، ليسهموا في نقل هذا القطاع إلى مرحلة أعلى، تضاهي ما يقدم في الدول المتقدمة التي درس فيها هؤلاء المبتعثون. المتأمل المنصف لواقع الجامعات السعودية، سيجد مستوى متباينا لدى تقييمها، كما سيجد نهضة تنموية شاملة يشهدها التعليم العالي، وعدد الجامعات الناشئة التي لازالت في طور النمو، وبالتالي فإن الحكم عليها من زاوية ضيقة يعد أمراً خالياً من الإنصاف، ومقارنتها بالتعليم في الجامعات الخارجية كذلك يعد أمراً غير متوازن. في ذات الوقت، يجب أن تعي الجامعات المحلية، وخاصة العريقة منها، مسؤوليتها ، وأنه يجب عليها تطوير ذاتها، وجودة التعليم بها، واستثمار فرصة العطاء السخي الذي تبذله الدولة على قطاع التعليم، والذي استحوذ على نحو ربع الميزانية الأخيرة، فيما تستحوذ الجامعات الكبرى على ميزانيات تعادل ميزانيات دول بأكملها.