تشهد المملكة تحولات اقتصادية واجتماعية هائلة في إطار رؤية 2030، التي أطلقتها القيادة الحكيمة لتكون خارطة طريق لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة. تسعى هذه الرؤية إلى تحويل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع ومزدهر، يعتمد على الابتكار، والاستثمار في الإنسان، واستغلال الموارد الطبيعية بشكل أكثر كفاءة. يتجلى هذا الطموح من خلال سلسلة من المشروعات الكبرى والإصلاحات الهيكلية التي تمس مختلف القطاعات الاقتصادية والمناطق الجغرافية في البلاد. تمثل جهود المملكة لاستقطاب الاستثمارات المحلية والدولية، وتشجيع ريادة الأعمال، وتحسين البنية التحتية دعائم أساسية لهذه الرؤية الطموحة. وتكمن أهمية هذه الجهود في دورها في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز جودة الحياة، وترسيخ مكانة المملكة كمركز اقتصادي إقليمي وعالمي. في هذا التقرير، نستعرض أبرز الإنجازات والمبادرات التي شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة، مع التركيز على الفرص الاستثمارية في المناطق الواعدة، ودعم ريادة الأعمال، والتطورات المهمة في البنية التحتية. وبرزت منطقتا حائل والباحة كنماذج واعدة لاستثمار الميزات النسبية الفريدة التي تتمتعان بها، في إطار السعي لجذب الاستثمار وتنمية القطاعات المختلفة. وتعد مشروعات البنية التحتية الكبرى إحدى الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة، ويعد مشروع «قطار الرياض» أحد أبرز هذه المشروعات، حيث يمثل العمود الفقري لشبكة النقل العام في العاصمة، يمتد القطار عبر ستة مسارات تغطي 176 كيلومترًا، ويمثل نقلة نوعية في تحسين جودة الحياة وتعزيز حركة التجارة في المدينة. يسهم هذا المشروع الضخم في تحسين التنافسية العالمية للرياض، خاصة مع استضافتها لأحداث عالمية مثل كأس العالم 2034، يعزز القطار من كفاءة النقل الحضري ويحفز الاقتصاد المحلي، مما يجعل العاصمة وجهة مثالية للاستثمار والعمل. وفي مجال دعم ريادة الأعمال، شهد ملتقى «بيبان 24» نجاحًا لافتًا، حيث بلغت حصيلة الاتفاقيات والإطلاقات خلال الفعالية 35.4 مليار ريال، استقطب الحدث أكثر من 182 ألف زائر، بمشاركة أكثر من 250 متحدثًا من مختلف أنحاء العالم. يأتي هذا النجاح ضمن الجهود الحكومية لتعزيز بيئة الأعمال وتمكين الشركات الناشئة والصغيرة، باعتبارها أحد محركات الاقتصاد المستقبلي.