وجدت التصريحات الجريئة التي أدلى بها عضو مجلس الشورى الدكتور المهندس عبد العزيز العطيشان الأسبوع الماضي لبرنامج "المجلس" الذي تعرضه الإخبارية السعودية، ووجه فيها انتقادات لاذعة لأداء الشورى وصلاحياته، صداها في أروقة المجلس أمس مع انعقاد أولى جلسات السنة الثانية للدورة الحالية. وطبقا لمعلومات "الوطن"، فقد قام العطيشان صبيحة أمس، بزيارة مكتب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله آل الشيخ. ولم تجزم المعلومات علاقة الزيارة بالتصريحات. غير أن العضو العطيشان، وفي اتصال هاتفي معه أمس، أكد موضوع زيارته الصباحية لمكتب رئيس المجلس، لكنه أشار إلى أنها ليست ذات صلة بما أدلى به من تصريحات. وقال "لقد ذهبت إلى هناك وفق موعد مسبق". وكانت آراء العطيشان حول عدم ممارسة المجلس الدور الذي ينبغي في خدمة المواطن على الرغم من "كفاءة" أعضائه، قد لقيت تأييدا صامتا من قبل عدد من أعضاء المجلس، والذين قام بعضهم بزيارة مكتب العضو قبل انعقاد الجلسة العامة، لتهنئته على الجرأة التي تحلى بها في طرحه. وعلمت "الوطن" أن عددا من أعضاء الشورى تحلقوا حول زميلهم العطيشان قبيل انعقاد الجلسة، معربين عن تأييدهم للطرح الذي ذكره حول أداء العمل في المؤسسة البرلمانية بالبلاد. ولدى سؤال أكثر من عضو حول ما طرحه زميلهم من آراء تجاه عمل المجلس، قال أحدهم بلغة عامية "أقدى فيهم" في إشارة دعم، بينما قال آخر "هو أشجع منا.. وقد قال ما يعبر عن رأي قطاع كبير"، بينما علق ثالث بالقول "لقد قال كلاما صحيحا.. لكني تمنيت أن يتحلى ببعض الدبلوماسية في الطرح". وحول ردود الفعل التي أحدثتها تصريحاته الأسبوع الماضي، قال العطيشان في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن" أمس: يجب التأكيد أن لكل مجتهد نصيبا، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، وحديثي بمجمله كان يهدف للمصلحة العامة. وأضاف "لم أتلق أي فعل سلبي من الأعضاء على تصريحاتي، والبعض كان لهم تحفظ على مسألة التوقيت وجرأة الطرح والإثارة.. وكل هذه الملاحظات تقبلتها بصدر رحب". وتابع: لقد أردت من خلال تقييمي لأداء وعمل مجلس الشورى أن أحرك المياه الراكدة من منطلق الآية القرآنية، (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).. وهناك مثل شعبي يقول "البعير لا يرى عوج رقبته".. لو أني تحدثت بالإيجابيات لما استمع إلي أحد.. ولكن السلبيات تتفتح عندها الآذان بشكل أكبر. وأوضح عضو الشورى أن تصريحاته السابقة لا تعني بأي حال من الأحوال أن المجلس لم يقدم شيئا خلال الفترة الماضية، مضيفا "الجميع يعلم أن 80 % مما أصدره من قرارات – والتي أسميها توصيات- تم الأخذ بها من قبل مجلس الوزراء". لكن العضو العطيشان يرى ضرورة أن يتم الاستفادة بشكل أكبر من مجلس الشورى بعد مرور أكثر من عقدين على إنشائه بشكله الحديث، بالنظر إلى ما يتمتع به أعضاؤه من تجارب متنوعة وكثيرة.