نثر الوضع الفني للفريق الكروي الأول بنادي الشباب هذا الموسم تساؤلات المتابعين الرياضيين ممن اعتادوا تقديمه كرة ممتعة وأداء ثابتاً خلال المواسم الأخيرة، بيد أن "التباين" الفني الذي يعيشه هذا الموسم أصاب أنصاره بالدهشة، وهم يشاهدونه فريقاً لا يقهر أحياناً ثم فريقاً مختلفاً بمقدور أي منافس تخطيه. "ثلاثية" النصر شكلت مباراة النصر في الجولة ال12 من دوري جميل "مفترق طريق" أمام الشباب الذي ظهر متميزاً خلالها، فرغم النقص العددي المبكر الذي عاشه بسبب الطرد تقدم بهدفين، قبل أن يقلب النصر الطاولة بثلاثية وسط أخطاء تحكيمية واضحة، تقهقر بعدها أداء الشباب وخرج بتعادلين أمام العروبة والاتحاد، قبل أن يتلقى أخيراً على ملعبه خسارة مؤلمة ومفاجئة أمام الشعلة 1 /3. وأرجع الجميع التراجع إلى أمور فنية فقط، بينما من يبحث داخل البيت الشبابي يجد أن هناك مشاكل داخلية لم تتمكن الإدارة من احتوائها، بل ضاعفت من حجمها بنقلها إلى الإعلام في ظل عدم مقدرتها على السيطرة على اللاعبين، وقبلها تركت المدير الفني البلجيكي برودوم يعبث عندما جرد الفريق من عناصر قوته واستغنى عن خط الهجوم بأكمله باستثناء مهند عسيري، بجانب صانع الألعاب المميز كماتشو. أول "المتاعب" فشل الإدارة في احتواء مشكلة الهداف ناصر الشمراني مع برودوم، فتح باب "المتاعب"، حيث رضخت لإصرار اللاعب على الرحيل مقابل مبلغ مادي عال وصل إلى 30 مليون ريال مقسمة على دفعات، لكن الغريب أنها قررت بعد وقت قصير من بيع عقد الشمراني، التنازل عن الهداف الأرجنتيني تيجالي لصالح الوحدة الإماراتي، وإن عوضت الثنائي بمهاجم الاتحاد نايف هزازي إلى جانب بقاء مهند عسيري إلا أن تشابه أدائهما دفعها إلى استقطاب عيسى المحياني من الأهلي، بيد أن إصابة هزازي بالرباط الصليبي وضعتها في موقف محرج. ولم يقف التفريط الإداري عند هذا الحد بل تبعه أخيراً بيع عقد المدافع الكوري كواك تاي هي لنادي الهلال، والغريب أن موافقة الإدارة على انتقاله تمت قبل مباراة الشعلة بيومين رغم معرفتهم بعدم قدرتها على تسجيل لاعب جديد للشكاوى ضدها لدى لجنة الاحتراف، لتأتي الخسارة بالثلاثة من الشعلة. مشاكل إدارية فتح الحديث الأخير لقائد الفريق حسن معاذ، "الباب" على مصراعيه وأكد وجود "مشاكل" داخل البيت الشبابي، عندما أكد أنهم "مكسورون من الداخل" بسبب مشاكل إدارية، هذا التصريح شجع الهلاليين على التفاوض لجلب اللاعب، وطلب الرئيس الشبابي خالد البلطان منهم عدداً من اللاعبين للتنازل عن معاذ، وبعد مطالبات إعلامية وجماهيرية بضرورة عدم التفريط في معاذ، صعب البلطان الأمور على الهلاليين الذين لم يفقدوا الأمل، وخرج معاذ بتصريح آخر بعد مباراة الشعلة طالب خلاله بإطلاق سراحه والسماح له بالانتقال، ما أجبر الإدارة الشبابية على اتخاذ قرار لوضع حد للتجاوزات التي بدأت تهز الكيان، فعاقبت اللاعب بالتدريب الانفرادي وأغلقت الباب أمام انتقاله، بيد أن الجميع يترقب "النهاية"، وما إن كان البلطان سيتمسك بقراره أم يرضخ لمطالبات الهلال بإعارة اللاعب 6 أشهر فقط. معاملة "خاصة" من بين مشاكل الشباب هذا الموسم، عدم المساواة في التعامل مع اللاعبين، حيث أكدت مصادر "الوطن" أن الإدارة الشبابية تعامل المحترفين الأجانب، وتحديداً البرازيليين فرناندو ورافينها بشكل خاص، وصرفت رواتبهما أخيراً، بينما لم تفعل مع المحليين الذين تذمر عدد منهم واجتمعوا بالبلطان الذي أكد لهم أن حقوقهم ستصرف، وطالبهم بالصبر قليلاً لترتيب بعض الأمور. تدخلات "الرئيس" ولعل أبرز مشكلة عاناها الشباب هذا الموسم تدخل رئيس النادي في قرارات المدرب البلجيكي فيريرا وطلبه إبعاد حسن معاذ عن المشاركة، ثم العودة لطلب مشاركته، وفي مواجهة التعاون في كأس ولي العهد طلب عدم إشراك حسين شيعان للضغط عليه للتنازل عن الشكوى، علاوة على بيع عقد الكوري كواك في وقت حساس وعدم استشارة المدرب، ما دفع فيريرا لتقديم استقالته، إلا أن الاجتماع الذي عقد بمكتب المدرب في مقر النادي أثناه عن الاستقالة بعد تأكيدات الإدارة بعدم التدخل في خياراته. الإحلال المزعوم وفي وقت تغنى فيه الشباب برغبته في الإحلال بدا أن التطبيق بعيد تماماً، حيث خرج البلطان في أكثر من تصريح ليؤكد العزم على الإحلال لكن بطريقة منظمة، إلا أن قائمة الفريق لم تشهد حتى اللحظة أي تغييرات عناصرية سوى اللاعب الشاب عبدالمجيد الصليهم الذي يقدم مستويات من شأنها أن تشفع لزملائه الآخرين بالمشاركة، وعلى الرغم من مشاركة الشباب في كأس ولي العهد في الأدوار الأولية ووصوله نصف النهائي وضغط المباريات بالتزامن مع دوري جميل، إلا أن المدرب لا يزال يصر على إشراك مجموعة الكبار ولم يمنح فرصة للاعبين أمثال تميم الدوسري وبدر السليطين وهادي يحيى وغيرهم. سوء إعداد معاناة الشباب حالياً، يعيدها أمين عام نادي الشباب السابق خالد المشيقح في المقام الأول إلى أن إعداد الفريق كان مركزاً على البطولة الآسيوية بداية الموسم قبل خروجه، مشيراً إلى أن "لياقة اللاعبين البدنية تراجعت بعدها وكذلك مستوى الفريق، وهو وضع دائماً ما يحدث للفرق التي تخرج من البطولة، كما حدث للأهلي الموسم الماضي وقبله الاتحاد"، مضيفاً أن طلب المدرب السابق برودوم المغادرة بعد البطولة الآسيوية أثر على استقرار الفريق. وأيد المشيقح قرار بيع عقد الشمراني للهلال، مؤكداً أن اللاعب وصل مرحلة لا يرغب فيها الاستمرار، والإدارة حفظت حق النادي مادياً وحصلت على مقابل عال، وكذلك الحال للأرجنتيني تيجالي الذي فضلت الإدارة الاستفادة من قيمته في ذلك الوقت، خاصة وأنه يعاني من إصابة في أسفل البطن، مبيناً أن الإدارة لا تلام على ذلك؛ لأن هناك صعوبات مالية تواجهها تتطلب التدخل وإيجاد حلول لها، خاصة وأن الفريق يفتقد دعم أعضاء الشرف كما يحدث مع النصر والهلال، مشدداً على أن "الخطأ الذي وقعت فيه الإدارة تمثل في الوعود التي أطلقتها بجلب من هم أفضل من الشمراني وتيجالي، وحددت ذلك بمهاجم من الدوري الإنجليزي، وهو ما لم يحدث"، كما انتقد توقيت بيع عقد كواك وقال، "الفريق كان يعاني دفاعياً، وهو ما أجبر المدرب على إعادة فرناندو لخط الظهر، ومع ذلك باعت الإدارة عقد المدافع". دعم غائب طالب المشيقح أعضاء الشرف والمنتقدين لعمل البلطان أن يأتوا للنادي ويدعموه بدلاً من تصريحات لا تفيد الكيان، وقال "اختلفت كثيراً مع البلطان منذ توليه الرئاسة، ولكن هذا لا يمنع أن أثني على العمل الجبار الذي قام به خلال فترة رئاسته في السنوات الماضية، وفي هذا العام واجه صعوبات، منها انتهاء عقد الشريك الاستراتيجي وعدم وجود موارد مالية للنادي، وكذلك افتقاده للدعم الشرفي، وعلى من يتحدث أن يتوقف ويذهب للنادي ويدعمه"، متسائلاً حول دور أعضاء مجلس الإدارة حيال ما يحدث "يجب أن يعمل الجميع في هذا الوقت مع البلطان من أجل مصلحة الكيان الشبابي". وحمل إدارة النادي مسؤولية عدم دعم الفريق الأول بالمواهب بسبب تردي حضور الفئات السنية، كاشفاً أنها تفتقد خدمات سلطان خميس، موضحاً أن الأخير "كان يعمل في الظل وقدم عدداً من النجوم للفريق الأول"، مؤكداً أنه مع مدرسة النادي التي تحتفظ باللاعب إلى أن يصل عمره إلى 26 وتستفيد بعد ذلك من سعره وتمنح الفرصة لنجم آخر.