في الوقت الذي يبدأ فيه العد التنازلي لدخول فترة الاختبارات النهائية لجميع المراحل الدراسية للفصل الدراسي الأول، وجد عدد كبير من الشباب أنفسهم يلجؤون إلى المذاكرة خارج محيط المنزل كنوع من كسر الروتين والتغيير والمشاركة مع الزملاء في المذاكرة. وسعيا وراء كسر الروتين المعتاد للمذاكرة في فترة ما قبل الامتحانات وجد كثير من الشباب أنفسهم في أحضان المقاهي التي بدأت تتنافس وبقوة لجذب الشباب إليها وتوفير كافة الأجواء الملائمة للمذاكرة، وتقوم تلك المقاهي بتوفير الأجواء الهادئة مع تقديم أنواع المشروبات الساخنة والمنبهات مثل القهوة والشاي، مع الاهتمام الملحوظ بتوفير المقاعد المريحة للجلوس لفترات طويلة مع توفير خدمة الإنترنت المجانية كوسيلة لجذب الشباب. ومع نسبة الإقبال المتزايدة خلال هذه الفترة امتازت بعض المقاهي بتوفير وسائل خدمية لمساعدة الطلاب على المذاكرة بتوفير "سبورة" شرح وجلسات خاصة بالمجموعات وغيره من الأساليب التي تساعد على توفير جوي دراسي يحول الجلسة الخاصة في المقهى إلى أشبه ما يكون بقاعة الدرس، ومن أمثلة ذلك أيضاً توفير مكتبات داخل المقهى للاستعانة بالكتب في المذاكرة، وقد خصصت بعض المقاهي دورا علويا بها للطلاب والمجموعات فقط لتمكينهم من التركيز وتوفير الجو الهادئ لهم بعيدا عن زبائن المقهى المعتادين. وفي هذا السياق، يقول طارق الحربي "طالب بكلية الهندسة بجامعة طيبة": إنهم يتجهون لمثل تلك المقاهي للمذاكرة مع بقية زملائهم كنوع من مساعدة بعضهم البعض خاصة في المسائل المتعلقة بالتخصص ومحاولة حلها سوياً، وتأتي المقاهي كمكان مناسب للمذاكر خاصة مع توفير تلك المقاهي لأجواء جيدة وهادئة تساعدنا نحن كطلاب على التركيز في المذاكرة، ونرى أن المقاهي والمذاكرة فيها تأتي كنوع من التغيير عن روتين المذاكرة في المنزل. يذكر أن المقاهي والتي بدأت في التوسع بشكل ملحوظ بجانب جامعة طيبة والجامعة الإسلامية قد زاد عددها عما كانت عليه في العام الماضي مع تزايد الإقبال الكبير عليها وامتلائها بالشباب. ويقول الأستاذ المساعد بقسم الإعلام في جامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتور عبدالحفيظ درويش، انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اجتماعية جديدة على الشباب السعودي خاصة طلاب الجامعات منهم، وهي امتلاء المقاهي بالشباب في هذه الأيام ومع فترة دخول الاختبارات النهائية، ويمكن إرجاع تلك الظاهرة إلى رغبة الشاب في التغيير نتيجة طقوسه التي تعود عليها في أيام الدراسة والتي يكتفي فيها بالحضور للمحاضرات ولا يذاكر فيها ومن ثم يغير عاداته وتقاليده وطقوسه الدراسية في هذه الأيام ليبتعد عن جو البيت الذي تعود فيه على الالتصاق بجواله والحاسب الشخصي الخاص به، ولذا يلجأ الشباب إلى تشجيع بعضهم البعض في هذه المقاهي التي تتحول في هذه الأيام إلى أندية تجمعهم فيها، أما ما يصاحب تلك الظاهرة من رفع للأسعار في تلك المقاهي فهو أمر طبيعي موقت لارتفاع الطلب عليها في هذا الموسم، ولكن حب التغيير لدى الشباب وحب الخروج عن المألوف والطقوس المعروفة هو أمر طبيعي بالنسبة للشباب، لذا أرى أنها ظاهرة طبيعية في ظل الملهيات الكثيرة التي تعطل الشباب عن المذاكرة في البيت من "الإنترنت" و"اللعب" و"التسوق" و"مطالب العائلة".