هدد النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان، رياك مشار، بإيقاف تصدير النفط من ولاية الوحدة "شمال" بعد إعلان سيطرته عليها، فيما أكدت مصادر قصف سلاح الجو الأوغندي قواعد للمتمردين في جونقلي شرقي البلاد، أمس. واشترط مشار، لاستمرار تدفق النفط، أن توضع عائداته بالبنك الدولي أو في حساب بعيدا عن الحكومة، في بادرة تعد الأولى لدخول النفط في الصراع. ويترقب وصول مبعوثين؛ أحدهما الموفد الأميركي إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، والثاني نيجيري، إلى جوبا أمس لتكثيف المساعي الدبلوماسية من المجتمع الدولي من أجل تفادي امتداد الحرب الأهلية في جنوب السودان. وأنهت مجموعة وزراء خارجية من دول شرق أفريقيا مهمة وساطة دامت ثلاثة أيام أول من أمس بلقاء مع رئيس جنوب السودان سلفا كير. ووعد الرئيس سلفا كير "بفتح حوار بلا شروط" مع خصمه رياك مشار. من جانبه، أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، أن قائد الجيش في ولاية الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد انشق، وانضم للمتمردين التابعين لمشار، وأعلن نفسه حاكماً على الولاية. وأضاف أن الوالي الحالي لولاية الوحدة جوزيف مانتلوغان لا يزال على ولائه للحكومة في جوبا، لكنه فر إلى منطقة مايوم المجاورة. وكان قائد الفرقة الرابعة لجيش جنوب السودان في ولاية الوحدة المنتجة للنفط الجنرال جميس كوانج، قال في خطاب إنه خلع حاكم الولاية المعين من قبل الرئيس سلفا كير ودعا وزراء الحكومة للبقاء في منازلهم، مطالباً في الوقت ذاته الموظفين بمزاولة أعمالهم كالمعتاد. وقال كوانج، المنتمي لقبيلة النوير إنه اكتشف مؤامرة لاغتياله دبرها حاكم الولاية بالتعاون مع ضباط كبار في الجيش. إلا أن المتحدث باسم الجيش نفى سيطرة قوات مشار على ولاية الوحدة التي تنقسم إلى 9 مقاطعات، مشيرا إلى أن كل ولايات الجنوب العشر تحت السيطرة، ما عدا ثلاث مناطق في ولاية جونقلي هي بور وأكوبو والبيبور. في سياق ذي صلة، قصفت 3 طائرات على الأقل من سلاح الجو الأوغندي مواقع تابعة للجنرال قائد المتمردين في مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي، شرقي جنوب السودان، بيتر جاديت ياك، وقال شهود عيان بالمنطقة إن قوات جاديت أصابت إحدى الطائرات الأوغندية. وأضافت أن القصف يأتي بعد يوم من إرسال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قوات خاصة تابعة لبلاده إلى جنوب. من جانبها، شددت القوات المسلحة السودانية على عدم تدخل السودان عسكريا، سواء كان ذلك بإرسال قوات أو طائرات عسكرية إلى دولة الجنوب، فيما عبر الرئيس السوداني عمر البشير عن قلقه من الوضع في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد إن القوات المسلحة لم تتدخل في دول الجوار سوى عبر بروتوكولات، مبديا استغرابه من اتهامات إدوارد لينو القيادي بالحركة الشعبية بتورط الخرطوم في الشأن الداخلي الجنوبي وحشد قوة عسكرية للجيش السوداني بالقرب من مناطق البترول. في غضون ذلك، بدأت الأممالمتحدة في نقل موظفيها "غير الأساسيين" من جنوب السودان إلى أوغندا أمس. وقالت مهمة الأممالمتحدة في جنوب السودان إنها نقلت بالفعل موظفيها المدنيين من مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي حيث لقي اثنان من أفراد قوات حفظ السلام حتفهما إلى العاصمة جوبا. يشار إلى أن المنظمة تخطط لتعزيز أعداد قواتها في بور.