سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جيولوجي سعودي: الأبنية الشاهقة بالشرقية قد تتأثر بالنشاط الزلزالي الإيراني شدد على ضرورة إجراء دراسة "جيوتقنية" للتربة وتحليلها لمعرفة قدرتها على مواجهة الزلازل
حذر رئيس قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري من تأثير النشاط الزلزالي في إيران على الأبنية الشاهقة والمرتفعة في المنطقة الشرقية. وذكر العمري في اتصال هاتفي مع "الوطن" أن الخطر الوحيد الذي يمكن أن تتعرض له المنطقة الشرقية من المملكة خاصة الأبنية الشاهقة هو التأثر بالنشاط الزلزالي الذي يحصل في إيران وذلك نظراً لقربها منها. وشدد على ضرورة إجراء دراسة "جيوتقنية" تعمل على دراسة هندسية دقيقة للتربة وتحليلها من أجل معرفة مدى قدرتها على مواجهة الأنشطة الزلزالية خاصة أن محطة الأحساء لرصد الزلازل ترصد بدقة كل نشاط زلزالي يحصل في الشريط الزلزالي الذي يمر عند إيران حتى وإن كانت منطقة نشاط الزلزال تبعد مسافة 500 كلم. وأشار إلى أن مناطق من الإمارات العربية المتحدة شعرت بهزات أرضية حينما وقع زلزال في أحد الجزر الإيرانية القريبة منها، موضحاً أن أكثر النشاطات الزلزالية التي سجلت على مدار السنوات الماضية تحصل في مضيق عمان. وقال العمري إن تعرض المنطقة الشرقية لذوبان في الصخور هو ما استدعى البدء في إجراء دراسة بعنوان "التمنطق الزلزالي الدقيق لمدينتي الدمام والخبر". وسوف تبدأ الدراسة الأسبوع المقبل وتمتد سنتين في المنطقة الشرقية بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وذلك من أجل دراسة المستوى الزلزالي ومعرفة مدى قدرة كل منشأة على تحمل الهزات الزلزالية ومدى استجابتها لأنواع الزلازل إن كانت صناعية أو طبيعية. وقال إن الدراسة ستركز على كل جزء في المنطقة الشرقية لما لهذه الدراسة من أهمية اقتصادية للمستثمرين بالمملكة، حيث إن المنطقة الشرقية تتعرض لذوبان الصخور، وهو ما سبب لديها ظاهرة يشتكي منها أهالي المنطقة وهي هبوط بعض الأماكن والأبنية وحصول فجوات وحفر عميقة، وهو ما يسمى بظاهرة "التكهفات". ونفى الدكتور العمري صحة الشائعات التي ذكرت أن ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي سيؤدي إلى غمر مدينتي الدمام والخبر بعد 50 سنة، موضحاً إلى أن كل ما قيل عن هذا الموضوع لا يعد سوى تهويل وإثارة زوبعة حول نظرية ليست بجديدة على العالم ألا وهي نظرية الاحتباس الحراري. وقال إن هذا الذوبان لن يؤثر بشكل كبير على المناطق العربية بل سيكون تأثيره منحصراً في المناطق المتجمدة والقريبة من القطبين أو المناطق المغمورة مثل بنجلاديش حيث إن الدراسات التي تناولت ظاهرة الاحتباس الحراري بيّنت أن مستوى الذوبان ارتفع من درجة إلى درجتين فقط على مدار قرن كامل وأن شبه الجزيرة العربية معرضة فقط لخطر التصحر والجفاف والتلوث البيئي بسبب الطفرة الصناعية.