كشف الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الرحالة السعودي محمد بن ناصر العبودي، عن أن رغبة الملك سعود في تأسيس جامعة إسلامية تعيد المدينةالمنورة لعهدها في العصر الإسلامي الأول ودورها في نشر الدعوة الإسلامية صنعت منه رحالة زار أكثر من 93% من بلاد العالم في رحلات استمرت نصف قرن وثقها ب138 كتاباً للرحلات. وقال خلال محاضرة نظمها مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة أول من أمس، ضمن سلسلة "تجربتي"، وحملت عنوان "رحلات دعوية عالمية انطلقت من المدينة النبوية"، أدارها الدكتور محمد عبدالله المشوح: حققت الجامعة الإسلامية رؤية مؤسسها (الملك سعود) بدورها العالمي في نشر رسالة الإسلام الخالدة والتصدي للتنصير العالمي عن طريق الدعوة والتعليم الجامعي والدراسات العليا. وأوضح العبودي في محاضرته التي نظمت ضمن فعاليات المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية، أن اختياره أول موظف سعودي مع تأسيس الجامعة الإسلامية كان نقطة تحول مفصلية في حياته العملية لتحوله لرحالة عالمي، موضحا أن رحلته لأفريقيا بمهمة عمل رسمية فتحت له نافذة الإطلالة على أغلب بلدان الدنيا في قارات العالم الخمس، ولم يدر بخلده أن الزيارة ذاتها ستوفر له جمع وتأليف مخزون كبير من المخطوطات والكتب التي تزيد على 300 مخطوط وكتاب. واستعاد العبودي ذكرياته في انطلاق أشهر رحلات الدعوة من المدينةالمنورة، عندما أعلن الديون الملكي عام 1380 قرار الملك سعود بتأسيس مؤسسة إسلامية عالمية من حيث الغاية، عربية سعودية من حيث التبعية، تعنى بتعليم أبناء العالم الإسلامي التعليم العالي من بقاع المعمورة كافة، مبيناً أن أولى العقبات التي كادت تؤخر انطلاق الجامعة عدم وجود مقر لها، ما دفع بالملك لأن يتبرع ب22 قصراً ملكياً كانت متجاورة تقع على مساحة 107 آلاف متر، حول أكثرها لقاعات دراسية وأخرى للإدارة وأعضاء هيئة التدريس. وكانت أول رحلة إلى أفريقيا عام 1384، بأمر الملك سعود لتوزيع بعض المساعدات المالية على الجمعيات والمؤسسات الإسلامية هناك، برفقة الشيخ محمد عمر فلاتة، والشيخ أبوبكر الجزائري، واستغرقت الرحلة (3) أشهر و(17) يوما. واستعرض العبودي مشاهداته بمعظم دول العالم، منها وصوله لشمال العالم الذي لا تغيب فيه الشمس وأصبحوا يقدرون مواقيت لصلاتهم وصيامهم وإفطارهم، وقال: صلينا الصلوات الجهرية (المغرب والعشاء والفجر) في تلك البلاد تحت أشعة الشمس. وعرج العبودي على زيارته للفاتيكان وما سجله من استغراب القساوسة من انتشار الإسلام على رغم قلة الإمكانات الدعوية في بلدان مسيحية، مبديا رضاه عما تحقق له في سبيل نشر الدعوة الإسلامية في ظل ما قدمته قيادة المملكة من دعم للإسلام والمسلمين في كافة أرجاء العالم.