أحالت النيابة الجزائية في العاصمة اليمنية صنعاء ثلاثة مواطنين سعوديين ينتمون إلى تنظيم القاعدة إلى المحكمة الجزائية المتخصصة بتهمة الاشتراك في عصابة مسلحة تابعة للتنظيم. وأكد مصدر قضائي أمس أن المتهمين، هم : نواف عايض محمد القحطاني، وأنس عبدالله محمد الصبيح، ومشعل فهد عبدالله السند، دخلوا إلى اليمن بطريقة غير قانونية عبر منفذ البقع وبهويات يمنية مزورة واشتركوا في عصابة مسلحة تابعة للقاعدة نفذت بعض العمليات الإرهابية في بعض المناطق، وقد قبض على السعوديين الثلاثة من قبل نقطة عسكرية عند مدخل مدينة عمران، خارج صنعاء قبل أربعة أشهر. على صعيد آخر تلقى اليمنيون بصدمة بالغة صورا بثها التلفزيون اليمني للعنف الشديد والقتل بدم بارد خلال الهجوم الذي نفذه قبل أسبوع مسلحون من تنظيم القاعدة ضد مجمع وزارة الدفاع في صنعاء لاسيما ضد مستشفى العرضي. وبث التلفزيون مساء أول من أمس مشاهد فيديو التقطتها كاميرات المراقبة وأظهرت الرعب الذي عاشه عشرات الأطباء والممرضات والمرضى وذويهم داخل مستشفى وزارة الدفاع. وكان الهجوم الذي نفذه 12 مسلحا قتلوا جميعا، بدأ بقتل الحراس وبتفجير انتحاري خارج المبنى تبعه هجوم مسلح، مما أسفر عن 56 قتيلا وعن مقتل جميع المهاجمين الذين غالبيتهم من الجنسية السعودية. وأظهرت المشاهد صور الموظفين يهرعون في كل اتجاه بعد وقوع الهجوم الانتحاري بالقرب من مدخل مستشفى مجمع وزارة الدفاع. كما أظهر أحد المشاهد مسلحا مدججا بالسلاح يصعد السلالم إلى المستشفى وهو يطلق الرصاص عشوائيا قبل أن يجد حوالي عشرة أشخاص من أفراد الطاقم الطبي مختبئين في غرفة واحدة، فيخرج بكل دم بارد قنبلة يدوية، يفتحها ويرميها عليهم فيقتلهم. ومن المشاهد المروعة، صور لأب يحمل طفله ويحاول الهرب به من مكان إلى آخر قبل أن يقف في مكانه منتظرا الموت الذي بالفعل لم يتأخر. كما أظهرت الصور مسلحا يقتل طبيبا قبل أن تأتي طبيبة لإسعافه فيطلق النار عليها أيضا، وبعد برهة من الوقت، يطلق النار عليهما مجددا ليتأكد من موتهما. ومنذ الهجوم الدامي الخميس الماضي، تعيش صنعاء حالة من الهلع والخوف من سيارات مفخخة قد تنفجر في أي لحظة، وذلك في ظل موجة من الإشاعات التي تنتشر كالنار في الهشيم. إلى ذلك قتل وأصيب عدد من المدنيين في هجوم شنته أمس طائرة بدون طيار في وسط اليمن، كما أفاد شهود أكدوا أن القصف استهدف حفل زفاف عن طريق الخطأ. وأوضح الشهود أن الهجوم وقع في قرية قريبة من مدينة رداع في وسط اليمن، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد عدد الضحايا. وأكد هؤلاء الشهود وأيضا مصدر قبلي أن الهجوم شنته طائرة بدون طيار. وتستهدف الطائرات بدون طيار بانتظام مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن. في غضون ذلك، التقى الرئيس عبدربه منصور هادي أمس، باللجنة الرئاسية المكلفة المعنية بحل النزاع المسلح بين الحوثيين والسلفيين بمنطقة دماج بمحافظة صعدة، شمالي العاصمة صنعاء. وقدم رئيس اللجنة لهادي شرحا وافيا لطبيعة الأوضاع التي تشهدها المحافظة ومنطقة دماج من تداعيات النزاع وآثارها على المواطنين الأبرياء، مشيراً إلى الجهود التي بذلت بموجب التوجيهات الرئاسية لوقف إطلاق النار إلا أن الاختراقات حالت أكثر من مرة دون ذلك.