صلى سكان جنوب أفريقيا أمس على روح نيلسون مانديلا، أيقونة النضال ضد الفصل العنصري، في اليوم الأول من أسبوع حداد رسمي أعلنته البلاد وسينتهي بدفنه في قرية كونو مسقط رأسه في 15 ديسمبر الحالي. وأمس بدت الكنيسة الكاثوليكية الكبيرة ريجينا موندي في سويتو، التي كانت من معاقل النضال ضد الفصل العنصري، نصف ممتلئة في قداس الصباح. ودعا الكاهن سيباستيان روزو أتباعه للصلاة لمانديلا الذي وصفه بأنه كان "نورا في وسط الظلام". وأضاف: "ككل إنسان لم يكن ماديبا مثاليا"، مستخدما الاسم الذي يطلقه مؤيدو مانديلا عليه. وخارج الكنيسة، اصطف أبناء الرعية بانتظار القداس الثاني، بلا دموع. ووجه رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما السبت نداء قويا لجميع مواطني جنوب أفريقيا ودعاهم للمشاركة في هذا اليوم الوطني في التفكير والصلاة، وقال: "يجب علينا جميعا، عند البكاء الغناء بأعلى صوت ممكن، والرقص وأن نفعل ما يجب علينا القيام به للاحتفال بحياة هذا الثوري البارز الذي حافظ على روح الحرية وقادنا لمجتمع جديد". وأضاف زوما: "نحن أهل جنوب أفريقيا نغني عندما نكون سعداء ونحن نغني أيضا عندما نشعر بالحزن، نفعل ذلك كي نشعر على نحو أفضل، علينا أن نحتفي بماديبا على هذه الطريقة التي نجيدها وأن نغني من أجله". وسيقوم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، الذي كان مانديلا زعيمه الأشهر، بإيفاد قادته لمختلف الكنائس البروتستانتية، وإلى كنيس يهودي ومعبد بوذي للمشاركة في الصلوات. وبدأ التكريم بالفعل منذ إعلان وفاة مانديلا الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1993 بعد أن جنب بلاده حربا أهلية في أوائل عام 1990. وليس هناك حديث بوسائل الإعلام غير مانديلا. وسار الآلاف من سكان جنوب أفريقيا لتكريمه في أماكن رمزية أمام منزله في جوهانسبرج وفي منزله السابق في سويتو، وأمام الرئاسة في بريتوريا وأمام فندق كيب تاون، حيث ألقى أول خطاب له كرجل حر عام 1990، بعد أن قضى 27 عاما بسجون نظام الفصل العنصري، وأمام منزله في قرية كونو (جنوب) حيث سيدفن. وبعد صلاة أمس، يستمر الأسبوع بتكريمه في البرلمان، يليه حفل الثلاثاء في ملعب سوكر سيتي بسويتو. وسيتم نقل جثمان بطل النضال ضد الفصل العنصري الأربعاء لمبنى الاتحاد، مقر الرئاسة في بريتوريا، حيث سيعرض على الناس لمدة ثلاثة أيام. وسيقام حفل وداع السبت المقبل بقاعدة عسكرية على مشارف بريتوريا لتوديع نيلسون مانديلا إلى مثواه الأخير في كيب الشرقية (جنوب) حيث مسقط رأسه. ولدى وصول الجثمان، سيقطع الموكب مسافة 40 كيلومترا تفصل بين مطار ماساثا إلى كونو، قرية طفولته حيث سبق له أن أشار إلى أنه قضى أفضل سنوات حياته. وستقوم قبيلته بإحياء احتفال تقليدي بالمناسبة. وسيتم دفن جثمان مانديلا الأحد 15 من الشهر الحالي بجوار والديه وثلاثة من أبنائه. ويتوقع حضور رؤساء دول وحكومات حاليين وسابقين وفنانين وزعماء روحيين من جميع أنحاء العالم، المأتم. وسيكون لدى هؤلاء أيضا خيار حضور حفل يوم الثلاثاء بحضور شعبي حاشد في ستاد سوكر سيتي. وهذا ما سيفعله على وجه الخصوص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الأميركي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وسيتم بث جميع الاحتفالات على الهواء مباشرة في قنوات التلفزة، وعبر شاشات عملاقة في عموم جنوب أفريقيا.