هزت العاصمة اليمنية صنعاء أمس، سلسلة تفجيرات مصحوبة بإطلاق نار كثيف خلال عملية استهدفت مبنى وزارة الدفاع في منطقة العرضي قرب بوابة صنعاء القديمة، وخلفت عشرات القتلى والجرحى. إلا أن الحادثة دفعت بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى إعلان استنفار أمني كامل في العاصمة، بعقده اجتماعاً طارئاً للقيادات العسكرية والأمنية في المبنى الذي استهدفته التفجيرات. وأكدت مصادر مطلعة أن الهجوم المزدوج أوقع 57 قتيلا ونحو 40 جريحاً، لافتة إلى أنه عند التاسعة والربع صباحا ارتطمت سيارة مفخخة يقودها انتحاري بالبوابة الرئيسية لمستشفى ملحق بمقر وزارة الدفاع قبل أن تنفجر، ثم تبع ذلك قيام مسلحين مجهولين بمهاجمة مقر الوزارة بالأسلحة الرشاشة، في سابقة هي الأولى منذ تسلم هادي السلطة قبل أقل من عامين. وأفادت مصادر عسكرية في مقر وزارة الدفاع، أن تفجير السيارة المفخخة أوقع نحو 30 قتيلاً من حراس البوابة والعسكريين، لافتة إلى أن عدداً من المسلحين كانوا يرتدون بزات عسكرية هاجموا إحدى البوابات الخلفية لمقر الوزارة في محاولة لاقتحامها قبيل أن يتبادلوا إطلاق النار بشكل مكثف مع حراسات الوزارة، مما اسفر عن سقوط قتلى ومصابين آخرين في صفوف القوات العسكرية وبعض منسوبي الوزارة من القيادات العسكرية لترتفع محصلة الضحايا العسكريين إلى 60 شخصا. وكان عدد من نزلاء مستشفى العرضي المستهدف في التفجيرات قد قتل، بينهم أطباء أجانب، فيما تناثرت الجثث على مساحة كبيرة من المبنى. وعرض التلفزيون الحكومي صوراً لآثار الدمار الذي وقع في المستشفى، مؤكداً أن الجثث المحترقة هي للمهاجمين الذين وصفهم التلفزيون بالإرهابيين. وشهدت صنعاء انتشاراً لمجاميع مكثفة من القوات العسكرية التى بادرت إلى إغلاق كل الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية إلى مقر قيادة هيئة الأركان العسكرية الكائنة بشارع القيادة المؤدي إلى منطقة مديرية التحرير بوسط العاصمة. من جهته، قام الرئيس هادي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة تفقدية إلى مبنى وزارة الدفاع بمجمع العرضي بعد ساعتين من وقوع الهجوم، حيث عقد اجتماعا في غياب وزير الدفاع محمد ناصر أحمد خارج البلاد، ضم رئيس هيئة الأركان العامة والمفتش العام في القوات المسلحة ونائب رئيس هيئة الأركان العامة ورئيس هيئة العمليات ورئيس هيئة الاستخبارات اللواء ومستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة اللواء وعددا من القيادات العسكرية. واطلع هادي من غرفة العمليات والسيطرة على تداعيات وحيثيات التفجيرات، ووجه بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة في هذا الحادث من رئيس هيئة الأركان العامة ونائبه ورئيس هيئة العمليات ورئيس هيئة الاستخبارات، على أن ترفع اللجنة تقريرا بنتائج التحقيق خلال 24 ساعة. وشكل الهجوم تهديداً جدياً للعملية السياسية في البلاد، واعتبره مراقبون خلطاً للأوراق مع قرب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الذي يوشك على الانتهاء خلال أيام. ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الهجوم ووصفه بأنه عمل جبان يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. وقال الزياني إن هذا العمل الشنيع جريمة بشعة يسعى الإرهابيون من ورائه إلى زعزعة أمن اليمن واستقراره وعرقلة الحل السياسي للأزمة اليمنية، معربا عن ثقته بأن مرتكبي هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب، مؤكداً استنكار دول مجلس التعاون لهذه الجريمة الإرهابية، ووقوفها مع اليمن رئيسا وحكومة وشعبا في كل ما يتخذ من إجراءات لحفظ أمن اليمن واستقراره.