قتل 18 عسكرياً يمنياً على الأقل، بينهم ضابطان برتبة عقيد، وجرح 33 آخرون في هجوم مزدوج من البر والبحر، شنته مجموعات مسلحة من تنظيم «القاعدة» على معسكر اللواء 115 مشاة المرابط في شرق مدينة شقرة بمحافظة أبين (جنوب) في ساعة مبكرة من فجر أمس. واعتبرت مصادر يمنية أن الهجوم بمثابة رد سريع من «القاعدة» على اغتيال قائده الميداني نادر الشدادي في مديرية جعار بمحافظة أبين مع ثمانية من عناصر التنظيم في غارة لطائرة أميركية بدون طيار أول من أمس. وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية وعسكرية متطابقة في أبين، أن مجموعة من «القاعدة» وجماعة «أنصار الشريعة» التابعة له، شنت هجوماً مزدوجاً بسيارة مفخخة، على مقر قيادة اللواء 115 مشاة بهدف السيطرة على معسكره الواقع في منطقة ساحلية تفصل بين محافظتي أبين وشبوة، وحاولت مجموعة اخرى اقتحامه من جهة البحر لكنها رُدت على أعقابها. وفي حين ذكرت المصادر أن الجنود في المعسكر تصدوا للهجوم المباغت وقتلوا 6 من المهاجمين بمن فيهم «الانتحاري» الذي كان يقود السيارة المفخخة، كشف رئيس أركان حرب اللواء 115 العقيد ركن محمد صالح الحاضري تفاصيل الهجوم، وقال في تصريحات انه «عند الخامسة والنصف فجر اليوم (امس) بالتوقيت المحلي، هاجم 6 من الإرهابيين يرتدون أحزمة ناسفة على متن آلية عسكرية مفخخة مقر قيادة اللواء واقتحموا بوابته الرئيسية بعد أن قتلوا ضابط امن اللواء وأحد أفراد الحراسة، ثم اتجهوا إلى مباني اللواء، وقام أربعة من العناصر باعتلاء أحد ابنية القيادة، واتجه الخامس نحو قيادة اللواء، في حين اتجه السائق بسيارته المفخخة صوب محطة الوقود وفجرها بالقرب منها». وأضاف العميد الحاضري أن «جنود اللواء تمكنوا من قتل اثنين من الإرهابيين قبل أن يتمكنا من تفجير نفسيهما فوق أحد أبنية قيادة اللواء، وانفجر اثنان آخران في أعلى أحد المباني، في حين تمكن أفزاد اللواء من إصابة الإرهابي الخامس بالرصاص بينما كان متوجهاً نحو مقر القيادة، فانفجر قبل أن يصل إلى المقر بعشرة أمتار». وكشف أن أعمار المهاجمين تراوح بين 15 و18 سنة، مشيراً إلى انهم كانوا يحملون إضافة إلى الأحزمة الناسفة زجاجات معبأة بالبنزين، الأمر الذي أدى إلى اشتعال النار بشكل كثيف داخل المعسكر، وأضاف أن جثث الإرهابيين، بالإضافة إلى ستة جنود، تفحمت في الهجوم، ومؤكداً إبطال مفعول حزامين ناسفين كانا بحوزة العنصرين اللذين قتلا بالرصاص. وكانت معلومات ذكرت أن قائد عمليات اللواء 115 قتل في الهجوم، لكن الحاضري نفى ذلك، وقال إنه أصيب بجروح، وإن 18 شهيداً من عناصر اللواء 115 سقطوا في الهجوم بينهم ضابطان برتبة عقيد، وجرح 33 آخرون. ويؤكد الهجوم الذي وقع بعد ساعات فقط من مقتل الشدادي، أن مسلحي «القاعدة» لا يزالون ينتشرون في أبين التي اعلن الجيش إخراجهم منها في أيار (مايو) الماضي، وان التنظيم يعاود تعزيز قواته في هذه المحافظة وفي شبوة المجاورة، بعد التهديدات التي أطلقها باستعادة السيطرة عليهما إذا استمر الجيش في ملاحقة عناصره. إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم زيارة رسمية إلى صنعاء تستمر يومين. وقال بيان لوزارة الخارجية التركية إنه سيلتقي الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة ووزير الخارجية أبو بكر القربي. ويرافق داود أوغلو وفد رفيع المستوى يضم نحو 150 من رجال الأعمال الأتراك، كما يتضمن جدول أعمال الزيارة افتتاح مكتب «وكالة التعاون والتنسيق» التركية في صنعاء، والتي بدأت العمل في اليمن منذ حزيران (يونيو) الماضي. وأضاف البيان أن الزيارة «تحمل أهمية للتعاون الاستراتيجي بين الجانبين اقتصادياً، وتأتي في إطار الدعم التركي لجهود مجلس التعاون الخليجي في تأمين عملية الانتقال السياسي السلمي في اليمن».