تستقطب الشابة بدرية محمد حولها عشرات الزبائن في أي مهرجان شعبي، فرائحة الخبز الذي تعده على الصاج لا تقاوم، وتجذب دائما الزائرين والزائرات لمحلها الصغير الذي تستأجره من الجهة المنظمة، وهذه المهنة البسيطة تدر عليها أرباحا ساعدتها على حياتها المعيشية. تقول بدرية "أنتظر حلول المهرجانات الصيفية والشعبية وغيرها، فأنا إلى جانب تكفلي بإعالة صغاري بعد وفاة أبيهم، أمارس المهنة في البيت، وأبيع خبز المسح بأنواعه لجيراني وأبناء حارتي والمنطقة". وأضافت أنها شاركت في أكثر من مهرجان داخل محافظة الأحساء، الصيفية والشتوية منها، وأصبحت معروفة، ولديها زبائنها الذين تذوقوا طعم خبزها بنكهاته المختلفة، مشيرة إلى أنها حققت من خلال هذه المشاركات مردوداً اقتصادياً جيدا. أما صديقتها نورا خالد فقد استفادت من ركنٍ في منزلها، وعملت فيه على إعداد المعجنات، والحلويات، والمحاشي، واستقبال طلبات المطاعم والبيوت، تقول "الآن توجد محلات حلويات تمولها وتديرها كوادر نسائية صرفة، وصلت شهرة بعضهن إلى مناطق المملكة الأخرى. ورغم أن المواطنات يمارسن تلك المهن منذ زمن، إلا أن الجديد وجود السيدات على رأس العمل". وأضافت أن "كثيرا من المتسوقات يبدين ارتياحا في التعامل مع امرأة مثلهن تستوعب احتياجاتهن، وتختصر كثيرا من زوايا الإحراج". أما الشابة نوال إبراهيم فلها حكايتها الفنية مع نقش الحناء على أيادي النساء والفتيات الصغيرات دون استخدام فرشاة أو ممحاة، حيث ترسم الزخارف الجميلة مباشرة بتلقائية وبثقافة الصحراء العربية.. الشابة نوال احتضان اختارت أيضا أيادي الفتيات والصغيرات بلطف لتنقش عليها "الحناء" بأشكال متعددة الذوق والجمال، ورغم أنها لم تدرس الفن التشكيلي، ولم تستخدم يوماً الفرشاة، إلا أنك حين تنظر إليها وهي ترسم على اليدين الورود والزهور- من مختلف الحدائق- تشعر ببراعتها الفريدة، فتحار بين السرعة والدقة، أيهما أجمل. قالت نوال إنها منذ كانت طفلة وهي تجلس مع بنات جيرانها اللاتي برعن في نقش الحناء، واكتسبت منهن هذه الهواية والمهنة معا، مشيرة إلى أنها لا تحتاج إلى كثير من المال، فقط تحتاج التركيز عند نقش "الزخارف". وتضيف: "هناك العشرات أمثالي من المكافحات اللائي رفضن الاستسلام لجلسة البيت، ونفضن عنهن غبار الكسل والرتابة المملة"، ليمتهن أعمالاً تدر عليهن مالاً يكفيهن ويغنيهن عن الغير، مع الحفاظ على خصوصياتهن ك"نساء"، ويمارسن أعمالاً يدوية كثيرة، ومنها نقش الحناء على أيادي الفتيات والعرائس، وأعمال التجميل.