تنتظر أم أحمد مجيء المهرجانات الصيفية والشعبية وغيرها على أحر من الجمر، تماما كما هي حرارة الصاج الذي تمسح عليه بيديها الخبز، فهي إلى جانب أمومتها وتكفلها بإعالة صغارها بعد وفاة أبيهم، تمارس مهنتها في البيت لتبيع خبز المسح بأنواعه على جيرانها وأبناء حارتها وما حواليها، وتجد في مشاركتها بالمهرجانات الشعبية حماسا ومردودا اقتصاديا. وقالت أم أحمد ل"الوطن" إنها شاركت في أكثر من 10 مهرجانات داخل محافظة الأحساء الصيفية والشتوية منها، وأصبحت معروفة ولديها زبائنها الذين تذوقوا طعم خبزها بنكهاته المختلفة، وأوضحت أنها تنتمي إلى الأسر المنتجة التي تغذي السوق بأشياء مختلفة من الطبخ والملبوسات والمشغولات والمنسوجات. وتؤكد أنها وزميلاتها استقطبن شهية الصغار والكبار من خلال إتقانهن "لف خبز المسح الرقيق" بطريقة جميلة وأشكال متعددة، واستطعن حجز مكانة تراثية تفيض بعبق وبرائحة الماضي في نفوس الجميع، فيضطروا للتوقف عندهن لأكل الخبز. وعلى مسافة مستقيمة مماثلة تجاور أم عبدالعزيز زميلتها السابقة، ولكنها لا تلامس الصاج، بل تحتضن بلطف أيادي الفتيات والصغيرات لتنقش عليها "الحناء" الحساوي بأشكال متعددة الذوق والجمال، وأم عبدالعزيز لم تدرس الفن التشكيلي ولم تجرب يوما الفرشاة، ولكنك حين تنظر إليها وهي ترسم على اليدين الورود والزهور - من مختلف الحدائق - تشعر ببراعتها الفريدة، فتحتار بين السرعة والدقة أيهما أجمل. وأوضحت أم عبدالعزيز ل"الوطن" أنها منذ كانت في عقدها الأول وهي تجلس مع بنات جيرانها اللاتي برعن في "الحناء" واكتسبت منهن هذه الهواية والمهنة معا، وفي نظرها أنها لا تحتاج إلى كثير من المال والخام سوى التركيز وقلة الكلام عند نقش "الزخارف".